سلاما عليك شاعر الفروسية[1]شاهدا وسلاما على يوم وداعك مشهودا ، سلاما عليك طاهرا من كبائر القيل والقال ،ومن كبائر النفاق وذل السؤال. سلاما عليك مطمئنا إلى صدق القول وجرأته ، وإتقان الفعل ودقته ، واختمار الرأي وجدته ، سلاما سلاما .
أستاذي الجليل[2]، في خدمة الإبداع أفنيت سنين عددا ، تسوق الكلمات متناسقة لا مرسلة بددا، ومتناظمة لا طرائق قددا ، متأبطا فرحك وحزنك ، يأسك وأملك ، قلقك وطمأنينتك، باحثا هنا وهناك في كل المدن العربية بين الرباط و صنعاء عن الدقيقة العذراء....تراقب الأمطار ...تجف في الطوية الأَمّارة ...ترقب العصا تفسخ جلد الحية الرقطاء ...فلم تفض أخشابها باللحم والدماء... تغمس محراثك في بطن الحوت .... فتشتعل ظلمة التابوت... تحن إلى فجر من الردى يتدفق نارا وأنهارا ، فتصحو على مصرع النهر و النار نهارا ...فتعيد جدع الأنف ...تعيد صلب الرمح.... تتساءل حيرانا ...ما هدير الموج... ما الأنهار ؟ ما الأبد الذي يجفو ومعنى أن أحن وأن أمد يدي وأن أختار...؟ يا ويحي تمزق كل شيء في يقيني ...أنا المنسي عند مقالع الأحجار.
وتحت وطأة السقوط والانتظار، تخرج من دائرة الرفض ومن دائرة السؤال... تصالح الكائن والممكن والمحال ...تعشقك الكأس فتنفخ فيها من سحرك الشعري ،تستوي أمامك عاشقة تنثر الورد من شرفات البيوت ، تبادلك القبلة تلو القبلة ، ...لكن الكأس الحزينه ... لم ولن تروي ظمأ النفس العظيمه، لا ولن ترخي جنون الضوء في ليل المدينه ...فتظمأ وتظمأ معك الأحقاب ، ويظمأ كل ما عتقتَ من سحب ومن أكواب ... تصرعك كل يوم قهقهات السكارى ، فتطلق الطمأنينة و السكينة والاستسلام ...لتعانق قلق وحرقة السؤال ... تدق الطبول معلنا نهاية الصعلكة وبداية المعركة ...، تمتطي صهوة الغيم ... تمتطي صهوة الضيم ....
تمتطي كل نقع يثار ....ترفع عقيرتك عاليا ...
" فاللدم أن يستعد وللعجز أن يستبد ، وللقبر أن يفتح الصدر للوافدين ، فلا سلم بعد اشتعال المنايا ... ولا سلم قبل انطفاء الغضب ...." وتلك كانت النهاية .
أستاذي الجليل : بالشعر ...بالأمل ... بالإصرار قاومت الموت سنينا ،وها أنت تتسلل ذات فجر دون أن نسمع لك صرخة أو أنينا ، تعانق الموت ...تعانق بابا إلى الله ارتمى تحن إليه حنينا ، فتزف بعلا إلى الأرض التي تكن لك وتكن لها حبا دفينا ....فمن بعدك يبقى لنا للبيد لرباب[3]...للكلْمة المستحيلة .
أستاذي الجليل : ها أنذا أسير وحيدا بعد أن فاضت كؤوس الموت اللعينه ، سالت بكل الجهات تلتهم الحياة ، أسير وحيدا ... ألتحف صمتي... أتأبط حزني... أتأبط فقدان لقائكم ، أترك ذاكرتي تستعيد ذكرياتي،...تغمس لقاءاتنا في اللحظة واللحظة في الستين عام، لتكون النهاية وداعا ... وداع يعانق اللقاء ،... وأنا أعانق ذكرياتي و أمشي .. أمشي ...، أصغي إلى كل المدن العربية و هي تنشد على أوتار شوارعها سمفونية جدكم الخالدة :
وقولا هو المرء الذي لا حليفه
أضاع ولا خان العهود ولا غدر
أستاذي الجليل
عليك سلام الله وقفا فإنني
رأيت الكريم الحر ليس له عمر
رأيت الكريم الحر ليس له عمر
[1]الفروسية عنوان ديوان للشاعر نال به جائزة المغرب وجائزة ابن زيدون لأحسن ديوان مكتوب بالعربية والإسبانية.
[2]تتلمذت على الأستاذ أحمد المجاطي في السلك الثالث بجامعة محمد الخامس بالرباط ، وأشرف على بحثي لنيل الماجستير
أستاذي علي المتقي
ردحذفكان لي الشرف أن أدرس على يديك سنة 2005 مجزوءة الشعر الحديث أيام كنت تتحفنا برسائلك إلى العالم السفلي.. استفدت كثيرا من علمك و شعرك و ذائقتك .. و أريد الآن منك أستاذي أن تتم عليَّ فضلك وتقرأ لي بعضا من نصوصي العمودية و التفعيلية على هذه الروابط انتظر إرشاداتك أستاذي الكريم أحمد السباعي 0652694428
http://belahaudood.org/vb/showthread.php?t=17732
http://www.kanadeelfkr.com/vb/showthread.php?t=24762
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=282888
http://www.ahewar.org/m.asp?i=3547
http://www.aklaam.net/newaqlam/index.php?option=com_content&view=article&id=2218:2011-04-05-07-55-52&catid=34:poetry&Itemid=89
أقل ما يمكن أمام هذا الإخلاص للإبداع و المبدع ،هو البكاء و الدعاء ..و تعلم درس رفيع في الوفاء
ردحذف