السبت، 14 مايو 2011

أمسية ثقافية احتفاء بصدور ديوان بريد العالم السفلي لعلي المتقي



   في يوم الخميس 24 يناير 2009 على الساعة السادسة والنصف بمقهى فريدي بمراكش ،نظم الفرع الجهوي لاتحاد كتاب المغرب لقاء ثقافيا وحفل توقيع احتفاء بديوان الشاعر على المتقي بريد العالم السفلي  الصادر عن  المطبعة الوطنية بمراكش، شارك فيه
كل من عبد العزيز الحويدق وعبد الوهاب الأزدي و حليمة الطاهري  وحضرها جمهور من الطلبة والأساتذة والمثقفين .
 في البداية ألقى السيد ابراهيم  صدوق  رئيس الفرع الجهوي لاتحاد الكتاب ونقيب المحامين بمراكش كلمة   ترحيبية قدم فيها الشاعر وديوانه . وأخذالكلمة بعد ذلك المتدخلون الذين قدموا قراءات مختلفة للديوان . ثم أعطيت الكلمة للشاعر الذي قدم ديوانه مركزا على  دافع الكتابة الشعرية ، وجدل الشعري والسياسي في القصيدة الشعرية المعاصرة . ثم بعد ذلك قرأ مجموعة من نصوصه التي حضيت بإعجاب الجمهور الحاضر . 
بعد ذلك  فتح النقاش، فانصبت تدخلات الجمهور على اقتراح قراءات  تأويلية لبعض النصوص وقراءة الصور التشكيلية التي تتصدر كل النصوص، وجدل الشعري والسياسي في النص . وقبل توقيع الديوان قدم الفنان عبد الرحيم الرزقي مقاطع موسيقية بآلة العود و بعض أغاني مارسيل خليفة التي رددها معه الجمهور .
                  الكلمة التي ألقاها الشاعر

            

         الكتابة الإبداعية حوار الذات مع نفسها،  مع ماضيها بكل أبعاده السياسية و الثقافية و العقدية ، في ضوء حاضر الأمة . وكلما اتسعت المسافة بين الماضي بكل قيمه  التي تشربناها في تربيتنا و ثقافتنا المدرسية والجامعية، وبين هذا الواقع بانكساراته المتوالية و نكساته التي تجرعنا مرارتها قطرة قطرة ، إلا وكان الشرخ عميقا .وكلما تعمق الشرخ إلا وتناسلت الأسئلة الملحة .
هذا الأسئلة  هي الدافع إلى كتابة هذه النصوص التي اتخذت شكل رسائل حوارية مع مجموعة من الشعراء و الرموز التراثية . وعلى الرغم من إيماني العميق بضرورة استقلال الشعري عن السياسي ليعبر عن هموم الذات الفردانية ومعضلاتها الكيانية ، فإنني وجدت نفسي ـ وبغير وعي مني ـ  أسبح في عمق بحر السياسة دون أن أمتلك خبرة السابح الماهر . فأسئلة الواقع المحرجة  لم تدع للنظريات الحداثية التي تمتح من الفلسفة الوجودية مكانا في القلب ولا في الفكر  . فالسياسة في أوسع معانيها ليست سوى أن يكون لك موقف من العالم ، هذا الموقف ليس بالضرورة تمترسا في هذا الخندق أو ذاك من الخنادق الحزبية المعروفة  ، لكنه موقف اتخذته الذات الشاعرة من العالم  لتحس أنها إنسان ينتمي إلى أمة يفرح لفرحها ويحزن لحزنها، إنسان  له وطن يتقاسم مع أهله قاسم الولاء للقيم التي تشربها في كل المؤسسات الاجتماعية .
      عندما يكون الشعر كتابة تحت إلحاح الشرخ العميق بين الماضي المجيد  وبين الواقع المرفوض ، فإن السياسي يحتل أمامية القول ليتراجع الشكل الشعري إلى الخلف ، هذا ما أكده  الشاعر المرحوم أحمد المجاطي لما سئل عن حضور الشكل التقليدي في قصيدته المعاصرة ، فقال : إن الشاعر وهو يكتب لا يفكر في الشكل الذي يكتب به و إنما يكتب وفق الشكل الذي ارتاح له . هكذا خرجت هذه النصوص  خالية من الوزن، لكنها محصنة بموازناتها الصوتية وقوافيها المركبة .  شكل شعري اتخذته هذه النصوص دون أن أختاره لها ، ولو اخترته وفق التصور النظري الذي أدافع عنه، لخرجت  مغرقة في التجريب وفي الإبهام الذي يحتاج إلى حكيم الساحة ليفك طلاسمه.
 شكرا لكم جميعا ، شكرا لاحتفائكم بهذا العمل الأولي،  شكرا للفرع الجهوي لاتحاد كتاب المغرب  الذي نظم اللقاء ، و للأخوة الذين سهروا على تنظيمه وأخص بالذكر الناقد الأستاذ  عبد الجليل الأزدي،  والأخوة عبد العزيز الحويدق و  حليمة الطاهري وعبد الوهاب الأزدي  الذين قاموا بتقديم أوراق العمل التي استمعنا إليها  . شكرا لكل من حضر تدخل أو لم يتدخل . فبحضوركم أصبح لهذا العمل معنى وأصبحت له قيمة . وبحضوركم أصبحت لي صفة الشاعر بعدما كنت أكتفي بصفة الأستاذ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق