الاثنين، 31 مارس 2014

مكانة العلماء في ظل الأشراف العلويين عبد الرحمان المتقي

                                    بسم الله الرحمان الرحيم 

                أمة نطق كتابها أول ما نطق بقوله:اقرأ، لا يمكن إلا أن تجل كل قارئ. أمة تتلو صباح مساء، ومنذ خمسة عشر قرنا قول رب العزة:( هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون) لا يمكن إلا أن ترفع الذين أوتوا العلم درجات. أمة يقول كتابها: إنما يخشى الله من عباده العلماء، و يشير آمرا: فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون،  تجد أن استفتاء علمائها في أمورها واجب، و إذعانها لما أشاروا به مستوحين كتاب الله أو مستشفين مقاصد الشريعة طاعة. ومن هنا، المكانة العلية للعلماء في ظل الدولة الإسلامية. من هنا تلك المواقف المشهودة التي يتحفنا بها التاريخ لملوك العالم الإسلامي و قادته الذين اختاروا الخضوع لأمر الله بسؤال أهل الذكر،  و انقادوا لما أشار به العلماء الأشاوس ـ و لو عارض أحيانا مرادهم البشري العارض ـ ففازوا بحسنى الدارين، وللعلماء الأعلام الذين جعلوا كتاب الله هاديهم، وأخلصوا التوجيه والنصح لله ولمن أمروا بمحضهم النصح، فقاموا بواجبهم الشرعي على الوجه الأكمل، مع مراعاة المآل و المصالح المرسلة، يبتغون فضلا من الله و رضوانا. وهم بحمد الله كثر في أمة قال نبيها الكريم:( يبعث الله لهذه الأمة على رأس كل مائة عام من يجدد لها دينها) مما يفيد دوام العلم و العلماء ما تعاقب الحدثان و توالت الأزمان كما يعلق الأستاذ الفقيه عبد الكبير العلوي المدغري.