الأحد، 20 مايو 2018

مات المؤرخ .... فمن يؤرخ لوفاته.



                        
          كان الوقت صياما حينما توقف الزمن في درعة ليؤرخ لمصاب جلل تمدد معه الحزن ليغطي خضرة النخيل. انتظرنا طويلا  من ينقش على الصخور، ويسجل على سعف النخيل وفاة أحد باحثي درعة كرس حياته بحثا وتنقيبا، وجمعا وتدوينا لأحداث جسام ملأت الدنيا وشغلت الأهالي قرونا عددا. اشتغل الناس بتبادل التعازي كعادتهم على إثر كل مصاب جلل. تساءلت أين المؤرخ ليؤرخ ما وقع و ما يقع، ما قيل و ما يقال؟ قيل لي: ألا تدري ...؟  مات المؤرخ ، فانكسر القلم و جفت الدواة، ولم تعد الكتابة قيدا لما تدروه نسمات جلسات المساء.

السبت، 19 مايو 2018

قراءة في قصيدة القدس لأحمد المجاطي



                  



          يتميز ديوان الفروسية للشاعر أحمد المجاطي بوصفه ديوان شعر المدينة بامتياز. فقد أثثته مدن الدار البيضاء وسبتة والرباط و ورزازات وطنجة ووهران والقدس ودمشق وصنعاء ومكة وفاس...ولم يكن ذلك عبثا أو صدفة، فقد كانت المدينة العربية في ستينيات القرن الماضي وسبعينياته فضاء للحركات الاحتجاجية الاجتماعية والسياسية التي قادها اليسار العربي الذي ينتمي إليه الشاعر ويتنفس داخله. وكانت مدينة القدس مركز الصراع العربي الإسرائيلي الحاضرة في كل هذه الاحتجاجات، منها تبدأ وإليها تنتهي. وكانت المدينة موضوع الكثير من نصوص  الشعراء  المعاصرين أمثال عبد الوهاب البياتي وصلاح عبد الصبور وعبدالمعطي حجازي ... وفي الوقت الذي كان فيه هؤلاء الشعراء الذين جاؤوا من القرية يرون في المدينة مكانا لفقدان إنسانية الإنسان وقيمه البدوية الأصيلة، كان المجاطي يرى في المدينة فضاء للتحرر والثورة. ومن قصائد هذا الديوان قصيدة القدس التي نقترج لها هذه القراءة: