الخميس، 2 يونيو 2011

رسالة إلى سندباد

تتراقصُ ...
أجنحَةُ الحلْمِ على
 نغماتِ الموجِ ، يجتاحني...
 إعصارُ الهدْمِ ، فأَنصبُ...
 محرقةً للأَمس، أنسجُ...
من خيوط رمادٍ  آمالاً
تطوي المسافاتِ ، نحو
الآتي :


ضوءٌ...
 بلا قمرٍ.... ظلٌّ
بلا شجرٍ... غاباتُ
 نخيلٍ ، خارجَ الواحاتِ .
لا زمت ....
حلَقاتِ الراوي ، يحكي ...
عن السفينه ، ترسم ....
خارطة الغيبِ، تعيد ....
ترتيب حروف
 الألم،  فيلوح...
في الأفق بصيص
 الأمل... كضوء شاحنة تحمل ....
أخبار الغائبين ، يرسم ...
على صفحة سور
القصر ... قمما فوقها ...
قمم ...منبع
درعة العظيم ، فتخضر ...
غابات النخيل . يحكي ....
عن طائر...
بحجم الميراج ، يحمل...
 سندباد من جزيرة
الرمل ، إلى جزيرة
القطر، وفي غفلة
من دائرة الضوء،  تخلصت ...
من ريح الأهل...
 والصحب ...من نداء
الأم  ...للابن عد ....
ليس لي ...
سواك،  ستبيض...
العينان ...
من دمع الفراق، وأموت ...
إن لم تعد ...بعد
 طول انتظار. تلفعت ...
بظلمة الليل فعانقت...
 البحر بلا بوصلة ، تتكلم...
 لغة الموج، أجدف ....
طول الليل ، بحثا عن
 ضوء الفجر ، أنيسي
أظافر الرعب، وضجيج
الصمت،  لليل في التيه ...
طعم الموت... إذا لم تفهم ...
لغة الموج،  انتظرت...
 الرخ طويلا ، لا يبين...
في الأفق سوى
زبانية الأسر،
و آيات القبر ...
تلألأت أنياب الحيتان
 كمسنونة امرئ القيس
قلتُ :
 لعلَّها سفينةُ النجاةْ ،أشرقت....
 في بطنِها الحياة ،
 شجرةُ اليقطينِ تبسطُ
ظلَّها على الرمال،  تتأرجحُ...
 السفينه بينَ بطنِ
الحوتِ والأسر، ناديت...
يا سندبادْ ....أَ ركبتَ ...
الموجَ حقا ؟ وعبرتَ...
 البحارْ؟ أ هنالكَ
وراءَ البحارْ
جزائرُ الأمطارْ؟
رِحلاتكَ سبعٌ خضرٌ
ورِحلاتِي يابساتْ،
كيف يكون لك ...
البحرُ كنْزا
ويكون لي مواتْ ؟
يا سندباد...
كف عن السرد
في زمن السراب.


تعليقات مستقاة من ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
نادين عبد الله
أستاذي الفاضل: علي المتقي

لوحتك استثنائية في عالم الكلمات
ترسم الحوادث في زمان غير مقيد
ينتشل العقل ليسبح في كثافة الصور..
بعضها يمسك بتلابيب بعض


الفاضل علي المتقي كنت رائعا

تقديري واحترامي


++++++++

أسماء مطر الجزائر 
أستاذي الفاضل علي...رحلاتك خضراء يانعة...
أتحفتنا برقة،و عذوبة الحرف...
دمت قديرا...


كل الاحترام..
++++++++
علي جاسم العراق

السلام عليكم

أكثر ما يشدني في النص هو أن يحمل العنوان روح النص

لذا فهو سيكون دلالة عن النص وماهيته

يسعدني أن أكون هنا

فأنا أتابع لك وأنتظر كل جديد لك

فغايتنا التعلم

وأنت هنا الأستاذ وأنا التلميذ
حقاً وبدون مجاملة أنا أتعلم منك الكثير

تقديري أيها الأخ


+++++++++++++++++



حبيبة الزوكي
أستاذ علي المتقي،


شدني اشتغالك على حكاية سندباد و على نسج الشعر باستعمال نول الحكي.

تحيتي الشاسعة


+++++++++++++++++++++++

محمد القاضي

آمالاً تطوي المسافاتِ


نحو الآتِي:


ضوءٌ بلا قمَرٍ


ظلٌّ بلا شجًرٍ


غاباتُ نخيلٍ


خارجَ الواحاتِ"
....


انها رحلة البحث عن السراب ، فأين يجد ظلا بلا شجر؟ أو ضوء بلا قمر،أو حتى غابات نخيل لا ترافقها الواحات...

يتألق شاعرنا وأديبنا الكبير الأستاذ علي في هذا


النص النثري البديع ،

فيعتمد أسلوب المحكي موشحا بالذاكرة الثقافية لحلم متمثل في

دائرة خارج الزمن ،

باحث عن رحلة ومغامرة مجهولة ، متناسيا أن زمان

رحلات السندباد للأدغال والبحار البعيدة قد عفى عليها الزمن وأن

المعجزات لم يعد لها وجود ليفيق هذا الحالم على حقيقة النهاية...

شكرا أستاذ علي

متمنيا لك دوام التألق والعطاء
++++++++++++++++++++

رد على محمد القاضي علي المتقي
الأستاذ الجليل : محمد القاضي : شكري وامتناني لكم على كلمتكم الطيبة.
ليس أمام الراوي أخي سوى أن يبحر في اتجاه الضياع الضياع الضياع مادام الامس قد احترق ، والحاضر جحيم لا يطاق . صحيح،إن آمال الغد سراب يتلاشى كلما اقتربنا منه، إذ لا وجود له أصلا ، فالشجر وحده من يمنحنا الظل في الصحراء، وغيابه غياب للظل ، ومع ذلك نبحث عن ظل بلا شجر ، و القمر وحده يضيء ليلنا المعتم ، وعلى الرغم من غيابه نرسم آمالا مضيئة ، وفي غياب الواحات لن ننعم بغابات النخيل ، أليست آمالنا سرابا في سراب؟ و نسجنا عبث في عبث ؟ ومع ذلك ليس للراوي خيار آخر إلا هذه الآمال اليائسة فيصر على الإبحار.
ومنذ البداية يدخل البحر في غفلة من الضوء حتى لا يعيده إلى وعيه، ويكتشف سراب آماله ، وقد جعل من الضوء دائرة مغلقة لا شعاعا ، حتى لا يلاحقه ، فالضوء جزء من الأمس المحترق. وكذلك بلا بوصلة ترسم طريقه ، وذلك هو الضياع بعينه ، لا أنيس له إلا الرعب.
و إذا كان الليل في قصور الجنوب سمرا فوق الرمال ، له طعم الحب والحياة ، فقد صار له في البحر طعم الموت.
وفي أوج الضياع و الغربة والمغامرة و السراب الذي انطفأ يستحضر الراوي ثقافة الأمس ناسيا أنه اشعل فيها النار وأحرق تفاصيلها ، ينتظر الرخ ناسيا أن جده سندباد قد كسر البيضة ولم تنجب رخا لعصره ، ناسيا أن زمن الأسطورة ليس زمن الواقع ، ناسيا أن زمن المعجزات قد ولى ، ناسيا أن أُولِيسْ كان معشوقا لأثينا ابنة الآلهة ، وسندباد كان ابن بغداد العامرة ، ويونس ترعاه عين الله الساهرة.
لقد أدرك الراوي المفارقة متأخرا ، لكن ومع ذلك ليس له إلا أن يبحر في اتجاه الضياع الضياع الضياع...
تحياتي الصادقة علي المتقي
+++++++++++++++++++

عبد الحفيظ بن جلولي الجزائر

دكتور علي المتقي المحترم:
تحية طيبة وبعد،،
إبهــــــــــــــــــار...


هجرة المعنى وجمالية الأسطوري في نص
"رسالة الى سندباد"

ان النص الحالي "رسالة إلى سندباد" يحوز امتلاكا جماليا/معرفيا لاشتغاله على الأسطورة ولتوظيف سندباد في سبر أغوار بحر النص الذي يعتبر فضاء المغامرة بالنسبة للشاعر، كما يعتبر بحر الموج فضاء بالنسبة لسندباد.
يترتب النص زمنيا وفق إوالية ابتعاثية تنتقل من الماضي الى الحاضر، الذي يمثل حاضر النص وهو ما يتوافق مع هجرة المعنى من السردي الى الشعري، بدلالة ما انغلق عليه النص في نهايته:
"يا سندباد / كف عن السرد / في زمن السراب".
ينطلق الشاعر من الماضي:
"فأنْصِبُ مِحرقَةً للأَمْسِ"
وما يعطي للحرق معنى، هو استفادة الشاعر المتمثلة في الانجاز النصي:
"أنسج من خيوط رمادٍ / آمالاً تطوي المسافاتِ".
وفعل "أنسج" ينطبق على حالة النص، ويُتم ذلك مفهوم "آمالا" التي تعمِّر مسافات الفراغ النصي، إنطلاقا من توظيف اسطورة سندباد.
وتَحقُّق الفعل النصي يستفاد من الجملة الشعرية التالية:
"آمالاً تطوي المسافاتِ/ نحو الآتِي:"
والاعتماد على الاسطورة يتطلب ترتيب مفردات الفضاء الشعري طبقا لما يتوافق وطبيعة المعطى الاسطوري، لذلك انتقى الشاعر بنيات يؤسس التقابل فيها لصراعية تحيل على الفضاء الأسطوري بكل سحريته:
"ضوءٌ بلا قمَرٍ/ظلٌّ بلا شجًرٍ/غاباتُ نخيلٍ/خارجَ الواحاتِ".
ولتركيب الاطار النصي داخل محيط الأسطورة، يعمد الشاعر الى تقريب المعاني بما يحقق موقف التلقي الخبير، القادر على التقاط المؤشرات الدلالية والجمع فيما بينها ضمن رؤية ترميمية تهدف الى الإحاطة بكامل المشهد.
فعملية المزج بين الاسطورة والواقع ليست بتلك السهولة التي نتوقعها من الناص، الا ان المشهدية الشعرية التالية تمنح التقاط الصورة قبولا تخييليا:
"كضوء شاحنة تحمل أخبار الغائبين/يحكي عن طائر/بحجم الميراج".
فالتقابل بين الشاحنة والطائر، يحرر ذهنيا التضاد الوظيفي لكلا المفهومين، منتجا في ذات الوقت القصدية الشعرية في تقريب المعاني، فالشاحنة مفهوم واقعي، والطائر بحجم الميراج، يحيل على طائر الرخ وهو اسطوري، ويساهم هذا التقريب في تداول المعنى الاسطوري واقعيا عبر وسائط النص، وهو ما يستفاد من تجسير المعنى بين الصور الشعرية، بما يخلق حوارية عبر نصية، فأسطورة سندباد هي بحث بصورة ما عن بر الامان:
"يحمل سندباد من جزيرة الرمل /إلى جزيرة القطر".
ولتواصل المعنى بين الاسطوري والواقعي، ينتج الشاعر بحرا ذو طبيعة خاصة تتوافق مع طبيعته:
"فعانقت البحر/ بلا بوصلة تتكلم لغة الموج".
والدلالة الاحتمالية القريبة من مضمر المقطع الشعري تتبئر حول القصيدة، فلغة الموج هي القصيدة التي يعانقها الشاعر دون سابق ترتيب، وينبه الى ذلك مفهوم "بلا بوصلة"، والوحدة الدلالية التي تجمع تجربة الشاعر بتجربة سندباد هو انعدام المؤشر الدال في الرحلة، رحلة النص، ورحلة الجغرافيا(الاسطورية)، بدلالة "بلا بوصلة"، اي دون موجه، وبذلك تترتب الوحدة الدلالية الثانية التي تجمع الرحلتين، والتي تتمثل في المغامرة، فالنص اكبر مغامرة، وكذلك رحلة سندباد.
ان الانتقال من جزيرة الرمل الى جزيرة القطر بالنسبة الى سندباد هو ابتعاث من موات، وكذلك رحلة الشاعر هي ابتعاث للاسطورة على واقع النص.
وعند الحد النصي المحيل على الابتعاث، يوظف الشاعر تناصا مع النص القرآني ذو علاقة مع موضوعة البحر، وهو ما ينقل اسطورية بحر سندباد الى واقعية البحر القرآني عبر قصة سيدنا يونس عليه السلام، من خلال الدلالات الشفافة التالية:
"تلألأت حولي أنياب الحيتان/قُلتُ: لعلَّهَا سفينَةُ النجاةْ/أشرقَتْ في بطنِهَا الحياةْ"
يمثل المقطع دلالة سطحية على الاحالة لعالم النبي يونس عليه السلام، تنكشف من خلال بطن الحوت، يعمقها الجملة الشعرية التالية:
"شجرةُ اليقطينِ تبسطُ ظلَّهَا"
والاشراق يدل على اجواء التسبيح اليونسي، بما شكل للنبي يونس سفينة للنجاة، وهو ما يحتمل قصديته بالنسبة للشاعر من خلال البحث السندبادي الاسطوري عن النجاة، والذي يقدم بحث الانسان الدائم عنها، وهو ما يشرعنه المعطى القرآني عبر قصة يونس عليه السلام، وبالتالي بحث الشاعر ذاته عن امان ما قد يتمحور حول جدوى النص في محيط اللاجدوى، ويركز هذا الاحتمال القرينة النصية التالية:
"شجرةُ اليقطينِ تبسطُ ظلَّهَا /على الرمالْ".
وشجرة اليقطين هو كل ما وجده سيدنا يونس بعدما لفظه الحوت في عراء اليابسة، وكان له بمثابة العامل المساعد على النجاة، وكذلك بالإحالة على النص، فان بحث الشاعر متواصل عن جدوى للشعر داخل عراء اللاجدوى المحيط به.
لذلك فالشاعر قد يكون احتمالا اقتص من السرد الذي غالب الشعر لديه بالتساؤل عن جدوى البحر(بحر النص السردي) بالنسبة لسندباد، ولا جدواه (بحر النص الشعري)، بالنسبة للشاعر، ومطالبته بالكف عن السرد في زمن السراب (الشعري).
"كيف يكون لك البحرُ كنْزا/ويكون لي مواتْ/ويكون لي مواتْ /كيف يكون لك البحرُ كنْزا/.ويكون لي مواتْ"
الا انه يبدو لي ان دعوى الشاعر تركز من فرضية الاقتصاص لأن سندباد منحه هجرة للمعنى لذيذة من الاسطوري الى الواقعي.
دمت مميزا دكتور علي ودامت لكم الافراح والمسرات.
نص رائع بامتياز.
تلميذك عبد الحفيظ.




تعليق ثان لعبد الحفيظ بن الجلولي الجزائر 




ان العودة الى قراءة نص "رسالة الى سندباد"، تثير بعض الرؤى التي تستبد بالذهن لحظة المرور على المعاني المطروحة في القصيدة، وتلك هي لذة النص بمفهوم بارث.
إن إعادة القراءة بينت لي تعالق القصيدة مع بعض السطوح النصية التي تحيل عليها من خلال المعنى، او تتناص معها بمفهوم جوليا كريستيفا.
وقد حصرت ثلاث محطات لعملية التناص.
المحطة الاولى:
"ضوءٌ بلا قمَرٍ/ظلٌّ بلا شجًرٍ/غاباتُ نخيلٍ/خارجَ الواحاتِ"
المقطع الشعري يحيل على قصيدة السياب "انشودة المطر"، حيث الالتقاء يتم عند الظلال التي تحجب الرؤية فتنحجب العناصر المذكورة، وكذلك فحوى المقطع الشعري يؤول نحو اعدام المعنى وضبابية رؤيته، دون ان نغفل التشابه في استعمال عنصري الغابة والنخيل.
المحطة الثانية:
"لا زمت حلَقاتِ الراوي"
تتقاطع هذه الجملة الشعرية مع شخصية الراوي المذكور في رواية "ليلة القدر" للطاهر بن جلون، حيث يرتكز الأساس التخييلي في الرواية على قاعدة ذات أربعة مفاصل، يتمثل المفصل الأول في وجود راو تبحث عنه البطلة يتأسّس كمدخل لتحريك الحدث: "اختفى الراوي من جديد.."ص7،عامل الاختفاء حفز البحث عنه، وقد افرد له السرد مساحة صغيرة.
دون ان نغفل كذلك بان الالتقاء الملموس بين النصين يتمثل في اشتراكهما في هجرة المعنى، فكانت في النص الحالي من الاسطوري الى الواقعي، بينما في الرواية من العقدي الى المتخيل بدلالة المحكي.
وعند موضوعة الهجرة او الارتحال يتركز مفهوم التخييل على اعتبار ان العمل الادبي يعتمد الاشتغال على المتخيل، وايضا تناول المتخيل سوف يقودنا الى اكتشاف عناصر هامة في حركة النص الحالي، وتناصه مع عمل آخر ذا اهمية.
الإمعان في التخييل في رواية "ليلة القدر" يرجع في احد أسبابه إلى عدم تعيين اسم البطلة، بل إطلاق بعض التسميات عليها جزافا ومن وحي الخيال كما يتبيّن في السرد، مما جعل الشخصية تتلون بمعطيات وضعها الارتحالي، الممهور بالهجرة، فانعكس ذلك على التخييل تركيزا معمقا، وجعل حالة البطلة تنساح على المرأة المقاومة من داخل المجتمع الذكوري، فكان الارتحال احد آليات المقاومة، كما عند المرنيسي عبر ما تسمّيه "الأجنحة الخفية" في مؤلفها "أحلام نساء"، وهو ارتحال معنى و ارتحال تخييل، لأن "الأجنحة الخفيّة" عند المرنيسي كانت داخل أسوار الحَرَم، وهو ما تقدمه ليلة القدر عبر المرتب السردي الخلاب من المزيج المكاني الواقعي والوهمي، اللذان يتواطئان حتى يَشْكل على أفق التلقي تحديد طبيعة الأمكنة.
وبالتالي يتضح ان حركة النص الشعري ضمن فضاء الاسطورة كانت مغامرة لانجاز حالة ما، قد تتمثل بالنسبة للشاعر في انتاج النص الذي يحاول من خلاله ان يقدم رؤية تغييرية للعالم، او يمركز وجودانيته في العالم.
المحطة الثالثة:
"يحكي عن السفينه/ترسم خارطة الغيبِ /تعيد ترتيب حروف الألم/فيلوح في الأفق بصيص من الأمل/كضوء شاحنة تحمل أخبار الغائبين".
يحيل هذا المقطع الشعري على رواية "قبور في الماء" للراحل محمد زفزاف، والتناص بين السطحين يتحقق في الغياب والانتظار الهاجس، فرحلة الشاعر هي غياب في بحر سندباد الاسطوري، ورحلة شخوص الرواية هي غياب في بحر قرية "المهدية"، و كأن توظيف الغياب هو آلية لسبر اغوار المجهول قصد تحقيق افق المغامرة الضرورية لتفعيل الوجود في العالم.
تبقى هذه الرؤية مجرد اضاءة افرزتها اعادة القراءة بما يحيل على تفكير بارط في ان "قيمة النص مرتبطة باللذة التي يقولها ويبعثها".
دمتم مميزين دكتور علي.
بكل محبة الكلمات
عبد الحفيظ


+++++++++++++++++++++++==

محمد ابراهيم سلطان

أستاذعبد الحفيظ اسمح لى أن أسرق نسخة من نقدك الرائع و قراءتك المثمرة البناءة لنص الدكتور على...
تحية طيبة لألقٍ زخم.
و تحياتى لك دكتور على متقى على هذا الإبداع الراقى لنص متخم بعلمت إستفهام
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ودى لك
+++++++++++++++++++محمد جابري المغرب
عزيزي على متقي،
كم أنت رائع في كتاباتك، قرأت الردود وعلمت ما تنتجه من تأويلات تعدد القراءات، وبدا كأن الصواب مع الكل، وحتى كلماتك التي أضاءت النص بلمعانها،- حافظت على سر أسرارها تكرما -، وما حاولت تبيين عثرات القراءات.
ما رأيت سندباد الزمان إلا هذا الشباب الضائع الذي ارتمي في البحر بدون بوصلة لا يعلم إلى أين؟ لكن الأمل يحدوه نحو حياة أفضل نحو سعادة تشرق من ظلماء المغامرة والاستسلام للضياع مع الأمل الذي ينجي من صحراء الضياع المحقق.
أليس هذا هو مضمون:
"تتراقصُ أجنحَةُ الحُلْمِ


على نغماتِ الموجِ


يَجتاحُنِي إعصارُ الهدْمِ


فأنْصِبُ مِحرقَةً للأَمْسِ


أنسج من خيوط رمادٍ


آمالاً تطوي المسافاتِ


نحو الآتِي:


ضوءٌ بلا قمَرٍ


ظلٌّ بلا شجًرٍ.."


أليست هذه العتبة هي مفتاح النص؟
مع مغامرات زوارق الموت، والَتَنمُّس تحت الشاحنات، والتعلق بأجنحة الطائرات!!!...


ولا أخفي زنجيتى بين مداخلة الأخت حبيبة، وردك عليها؟.
بوركت الجهود.

++++++++++++++++++++=

بنت الشهباء أمينة أحمد خشفة  سوريا
أستاذنا الفاضل علي المتقي
ما ألقيته على مسامعي هنا كان عبارة عن محاكاة لواقع أليم لا يشعر به إلا الشرفاء والأحرار...
زمن غاب عنه الصدق والوفاء واندثرت المبادئ والقيم حتى بين أبناء الأسرة الواحدة..
وفي مثل هذه الحال يجد الإنسان نفسه غريبا عن واقعه بعدما انقلب كل شيء ممن حوله فلا يرى سبيلا للخروج من هذا المأزق الذي هو فيه إلا أن يهرب إلى هناك .. بعيدا ..... وهو يأمل أن يحيا مع سراديب الأمل ويدفع عنها الموت بالرغم من الجراحات والهموم التي سكنت داخله ..

أمينة أحمد خشفة بنت الشهباء

+++++++++++++++++++++++++++++

رعد يكن شاعر سوري
تغيّرتُ في الإبحار..
وتغيرتْ سفن الموج الصامتْ
كنتُ أشتهي الغرق
ما ذنبي...؟
الموج كان ضعيفاً.......

العزيز ( علي المتقي)

ونلتقي دوماً على جناح الموج

تحياتي رعد يكن
+++++++++++++++++++


رد على الشاعر رعد يكن
الشاعر المبدع رعد يكن : كلنا مبحرون في زمن الإبحار، تتقاذفنا الأمواج ، فنزداد إصرارا على مواصلة الإبحار ،لا خيار أمامنا سوى الغرق أو الوصول إلى جزائر الأمطار ، يرفضنا البحر وترفضنا جزر الأمطار ، فنؤسر في مدينة النحاس أو نرمى على الشاطئ بلا قبر يضم أشلاءنا ، ذنب من إذن هذا الذنب ؟ لا أدري ، سأجمع أشلائي و أعاود الرحيل طالبا من البحر أن يكون لي قبرا يحمي جثتي من سطوة الغربان . تحياتي الصادقة أخي.
++++++++++++++++++محمد جابري
عزيزي علي المتقي، حفظكم الله


في مداخلة أختنا حبيبة الزوكي كلام لم أفهم منه ولا من ردكم عليها شيئا،
وهو قولها : " على نسج الشعر باستعمال نول الحكي.
شكر الله لكم تفسيركم وإيضاحكم.
++++++++++++++++++++



رد على جابري محمد


الأخ محمد جابري : السلام عليكم ورحمة الله : فيما يخص تدخل الأستاذة حبيبة الزوكي ، فقد انتبهت إلى خاصية من خصائص قصيدة النثر لا يَلتفت إليها إلا من كان له إلمام واحتكاك بأشكال متعددة من قصائد النثر ، فقصيدة النثر تتميز بتعدد أشكالها و من خصائصها ألا شكل لها ولا هوية قبل وجودها ، وبعد كتابتها تكتسب شكلا محددا تتميز به ، وقد تتقاطع مع نصوص أخرى في بعض خصائصها.
ومن بين الخصائص التي يتميز بها هذا النص هو توظيفه لتقنية الحكي بوصفها خاصية نثرية في نسيج النص الشعري، لا لأغراض نثرية ،و إنما لأغراض شعرية ، وقد عبرت الأستاذة القديرة حبيبة الزوكي عن ذلك ، بأن جعلت الشعر منسوجا على نول الحكي ، والنول تلك الآلة التي ينسج بها الثوب.
والسؤال التي يتبادر إلى الذهن الآن ، ما الفرق بين الحكي في الخطاب السردي النثري وبين الحكي في الخطاب الشعري ، وبشكل خاص في قصيدة النثر؟
في الخطاب الشعري، ليس هناك زمان ولا مكان للحدث، ولا وظائف سردية ثانوية ، كما أن لغة الحكي تتميز بكثافتها الدلالية وبتقسيماتها الإيقاعية ، بالإضافة إلى خصائص أخرى يضيق المقام عن الحديث عنها بتفصيل.
كل الود والتقدير لك
__________________
بلال عبد الناصر
لا أملكُ من الكلمات إلا القليل
لذلك , سـأصمت أمام هذا الجمال.


تقديري و إحترامي.


مبدع و كفى .


+++++++++++++++++

عبد الرحيم محمود شاعر من مصر


أخي الشاعر على المتقي المبحر في أمواج السحر!!
لم يترك أخي وزميلي الناقد بن جلولي وأختي حبيبة
إلا القليل من هامش المناورة للدخول لفضاء القصيدة
دون احتراق سفينة الفضاء الشاسع ، من يقرأ قصيدتك
لا يبقى لديه ذرة من شك أنها ليست فنا نثريا ، وإنما
هي قطعة من الشعور المحلق ، يرسم فضاءات الأفق
بمشاعره ، يحمل المادة واللامادة ، يفاعلهما معا أحيانا
لينتج العدم ، فالضوء بلا ضوء ، والوجود بلا وجود
والعلة بلا معلول ، والنتيجة بلا سبب ، فالضجيج من
الصمت ، والغابات بلا أشجار والظل بلا أغصان ،
هذا يسمى في لغة الشعر : خلــْــق الفكرة من لا تراب
الوجود ، تتماهى قصيدة النثر بكلماتك ، ولا أقول العكس
هكذا هي قصيدة النثر حالة محلقة فوق نثر الخاطرة ،
سابحة في الفضاء اللامتناهي ترفض الحدود ولا يحدها
نهاية الأفق ، وأما قول الأخت حبيبة ، فهو أن الشاعر
امتلك المفردات والألوان كما يملك صاحب النول الخيوط
فحاك بها لوحة من خيوط فكره ونسج الجمال بنول إبداعه!
تحيتي لك أخي على المتقي وللأخ بن جلولي والأخت حبيبة
ولسائر الإخوة الكرام الذين زادوا ثراء النص بجميل فكرهم








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق