الأربعاء، 9 فبراير 2022

التعايش السلمي بين الأديان في الشعر الحديث

 


 

                    د. علي المتقي

تمهيد

       التعايش السلمي بين بني البشر بمختلف أجناسهم وعقائدهم قديم قدم البشرية، فمنذ أن وجد الإنسان وجد معه غيره من بني جنسه، هذا الآخر الذي قد يختلف عنه في الجنس أو الدين أو القيم والأعراف... فكان لا بد من أحد أمرين: إما أن يجعلا من الاختلاف جوهر وجودهما وأساسه، فيتقاتلان ويتصارعان ويبيد الواحد منهما الآخر من أجل أن يثبت وجوده، وإما أن يجعلا من المشترك بينهما أساس وجودهما فيتعايشان ويقبلان باختلافهما. وقد عاش الإنسان الأمرين معا، فصارع بعضه في فترات من التاريخ، وعايش بعضه الآخر في فترات أخرى، لكن الحرب لا تستمر إلى ما لا نهاية، فقد تنتهي مهما طال أمدها بالصلح وعقد المعاهدات ووضع القوانين التي تضمن لكل منهما حق العيش في أمن وأمان. ولعل هذا التعايش هو قيمة من قيم الإنسان الغريزية، فهو اجتماعي بطبعه، ويتحكم في هذه الغريزة بعقله الذي يميل إلى السلم والتساكن والتعايش.

1-        مفهوم التعايش  

     بالعودة إلى المعجم الوسيط نجد أن التعايش من جذر عاش عيشا وعيشة ومعاشا، صار ذا حياة. وعايشه عاش معه، وتعايشوا: عاشوا على الألفة والمودة. ومنه التعايش السلمي ([1]).

       والمقصود بالتعايش السلمي العيش المشترك بين فئتين مختلفتين من الناس، وينبني على القبول بالعيش مع الآخر المختلف، واحترام قيمه وثقافته وعقيدته وسلوكه ونمط عيشه. كما يقبل هذا الآخر بقيمك وثقافتك وعقيدتك...

2-        التعايش السلمي بين الأديان أساس من أسس الحضارة العربية الإسلامية

          عرفت الجزيرة العربية عبر تاريخها تعايشا سلميا بين أعراق وطوائف دينية متعددة. فقد جاء الله بالإسلام فنزل في أرض فيها شعوب وقبائل متعايشة. فبالإضافة إلى قبائل العرب المشركين كانت الجزيرة العربية تضم قبائل يهودية، وأخرى نصرانية وثالثة من عقائد أخرى([2]). وكانت هذه القبائل تتعايش فيما بينها، وتتحالف مع بعضها، وتتصارع مع بعضها الآخر، وتتعامل تجاريا فيما بينها. ويؤكد جواد علي أن اليهود انتشروا " جماعات جماعات استقرت في مواضع المياه والعيون من وادي القرى وتيماء وخيبر إلى يثرب، فبنوا فيها الآطام لحماية أنفسهم وأرضهم

 وزرعهم من اعتداء الأعراب عليهم. وقد أمنوا على أنفسهم بالاتفاق مع رؤساء القبائل الساكنة في جوارهم على دفع إتاوة لهم وعلى تقديم الهدايا إليهم لاسترضائهم.([3]) ومن بين هذه القبائل عشائر بني النضير وبني قريضة وبني قينقاع وبني عكرمة وبني محمر وبني زعور وبني زيد وبني الشظية وبني جشم وبني بهدل وبني عوف وبني القصيص وبني ثعلبة . وكانوا جميعا في ما يرى جواد علي "حَضَرًا استقروا في الأماكن التي نزلوا فيها، ومارسوا مِهنَ أهل المدرِ.([4]).

    وقد سجلت كتب الأخبار الكثير من أخبارهم ومعاملاتهم مع غيرهم من القبائل غير اليهودية، "فلم تمنع عقيدة السموأل اليهودي القبائل العربية من أن تحتفي به، وترفع من شأنه وتضرب به المثل في الوفاء بالعهد. فمدحته لما وُضع بين أمرين أحلاهما مرّ: التضحية بابنه أو التضحية بوفائه مع امرئ القيس في قصة معروفة، فاختار التضحية بابنه والوفاء بعهده مع رجل غير بهودي ، فقال مفتخرا ([5])

وفَيْتُ بأدْرُعِ الكِنْدِيِّ إني    

 

إذا ما خَانَ أقْوَامٌ وَفِيْــــتُ

 

وَقَالَوا: إنه كَنْزٌ رَغِيـــــــــــبٌ

 

وَلاَ وَالله أغْدِرُ مَا مَشَيْت

    فقد وضع السموأل قيم الوفاء مع الآخر المختلف عقديا فوق الدين والمال، فوفى في مجتمع قل فيه الوفاء وعرف بالنهب والسلب، وضحى بابنه من أجل الحفاظ على هذه القيمة التي تعد أساسا من أسس التعايش.   

   وقد تغنى الشعراء العرب في مختلف العصور العربية الإسلامية بوفائه، وخلدوا ذكره مشرقا ومغربا، فقالوا أوفى من السموأل، فهذا الأعشى يقول مخاطبا ابن السموأل شريح بن حصن بن عمران بن السموأل بن عاديا في قصيدة تؤرخ لوفاء جده السموأل([6]):

 

شُرَيْحُ لا تَتْرُكَنَّي بَعْدَ مَا عَلِقَــــــــــتْ

 

حِبالَكَ اليَوْمَ بَعْدَ القِدِّ أظْفـــــــارِي

قَدْ طُفْتُ ما بَينَ بَانِقْيَا إلى عَــــــدَنٍ

 

وَطالَ في العُجْمِ تَرْحالي وَتَسيارِي

فكانَ أوْفاهُمُ عَهْدًا وَأمنَعَـــــــــــــــــــــــــهُمْ

 

جارًا أبوكَ بعُرْفٍ غيرِ إِنكـــــــــــــــــــــــارِ

 كالغيثِ ما اسْتَمْطَرُوهُ جادَ وابِلُـــــهُ

 

وعندَ ذِمَّتِهِ المُسْتَأْسِدُ الضّــــــــــــــــــــَاري

 كنْ كالسَّموألِ إذْ سارَ الهُمَامُ لــــه

 

في جَحْفَلٍ كَسَوادِ اللّيلِ جَــــــــــــــــــرَّارِ

جَارُ ابنِ حَيَّا لِمَنْ نَالَتْــــــهُ ذِمَّتُـــــــــــــــــهُ

 

أوْفَى وَأمْنَعُ مِنْ جَارِ ابنِ عَمَّـــــــــــــــارِ

بالأبْلَقِ الفَرْدِ مِنْ تَيْمَـــــــاءَ مَنْزِلُـــــــــــــــهُ

 

  حِصْنٌ حَصِينٌ وجارٌ غيرُ غدَّارِ

 

   وهذا أبو الشمقمق في أقصى المغرب يقول في نصائحه ([7]):

ولا تَعِدْ بِوَعْدِ عُرْقوبٍ أخــــــــاً

 

وفِهْ وَفَا سَمَوْأَلٍ بالأبْلَقِ

شَحَّ بأَدْرُعِ أمرئ القَيْسِ وقَدْ

 

تَرَكَ نَجْلَهُ غَسَيلِ العَلَقِ

      أما النصارى فقد اتخذوا من الأديرة مراكز لهم، فقصدهم التجار العرب في رحلاتهم الموسمية للاستراحة من تعب السفر والتزود بزاد الرحلة، وهي منتشرة في بلاد الشام والعراق وجنوب الجزيرة العربية. يقول جواد علي:

 «وقد أثرت الأديرة تأثيرا مهما في تعريف التجار العرب والأعراب بالنصرانية، فقد وجد التجار في أكثر هذه الأديرة ملاجئ يرتاحون فيها ومحلات يتجهزون منها بالماء، كما وجدوا فيها أماكن للهو والشرب، يأنسون بأزهارها، وبخضرة مزارعها، التي أنشأها الرهبان ويطربون بشرب ما فيها من خمور ونبيذ معتق امتاز بصنعه الرهبان»([8]) وقد ذكر ابن قتيبة أن النصرانية كانت «في ربيعة وغسان وبعض قضاعة، وكانت اليهودية في حمير وبني كنانة وبني الحارث بن كعب وكندة ، وكانت المجوسية في تميم ... »([9]).

      وقد كان ورقة بن نوفل النصراني ملجأ خديجة زوجة الرسول (ص) لما نزل عليه الوحي([10]). وعاشت طوائف دينية متعددة في كنف الدولة العربية الإسلامية في المشرق والمغرب آمنة مطمئنة.

    ولم تخل منطقة الشام والعراق من هذا التعايش، فقد كانت المنطقة الملجأ الآمن للكثير من الطوائف والمذاهب ولا سيما الطوائف المسيحية والإسلامية.

      ولم يكن التعايش السلمي بدعة في ثقافتنا العربية الإسلامية، بل يعد من أسس الدين الإسلامي، قال تعالى في سورة الحجرات الآية 13: ) يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ  {فالاختلاف والتعارف والتعاون غرائز طبيعية في الإنسان زكاها الإسلام وبنى عليها حضارة أممية تراعي خصوصيات كل الشعوب وثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم ولغاتهم. والآية الكريمة تزكي كل هذه القيم. فهناك الاختلاف : الناس شعوب وقبائل ، وهناك التعارف : "لتعارفوا"، وهناك التعاون الذي يرسخ التعايش:  ) وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوىَ {  ( [11]) وهناك العدل والمساواة )إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ {، كما دعا إلى السلم والسلام وجعله مبدأ من مبادئه الكبرى ، قال تعالى  في سورة الأنفال الآية (61)   )وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا، وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ{.وجعل تحية الإسلام السلام.

      انطلاقا من هذه الأسس الكبرى بنى الإسلام مجتمعا إسلاميا قائما على التعدد والاختلاف منذ خمسة عشر قرنا ولا يزال حتى اليوم، على خلاف معظم  الديانات السابقة التي ارتبطت بعرق من الأعراق.

3-        التعايش السلمي في الشعر الحديث

           وجد شعراء العصر الحديث أنفسهم في مجتمعات عربية متعددة العقائد إسلامية مسيحية يهودية ... في زمن وُظف الدين لإذكاء الصراع بين أبناء الوطن الواحد، فكرسوا شعرهم لإطفاء الفتن وترسيخ التسامح والتعايش بين كل الفئات رافعين شعار الدين لله والوطن للجميع.

     ومن بين هؤلاء الشعراء الشاعر أحمد شوقي الذي رفع شعار التعايش في أرض الكنانة بين المسلمين والمسيحيين، فنسب إلى المسيح عليه السلام قيما إنسانية مثالية ومعجزات تنسب عادة إلى رسول الله (ص). يقول في قصيدة ألقاها عام 1894 في مدينة جنيف)[12](

وُلـد الرفْـقُ يــوم َ مـولدِ عيســـــــــــــــــــى

 

والمروءاتُ والهــدى والحـــــــــــــــــــياءُ

وازدهى الكونُ بالوليد وضـاءَت

 

بسـناهُ مــنَ الثــرى الأرجـــــــــــــــــــــــاءُ

وسَـرتْ آيـةُ المسيحِ كما يســــــري

 

من الفجـرِ في الوجودِ الضِــــــــياءُ

تمـلأ الأرضَ والعـوالـِمَ نــــــــــــــــــــــــــــــــــورا

 

فالثـرى مائـجٌ بــها وضـّــــــــــــــــــــــــــــــاءُ

لا وعـيدٌ، لا صولةٌ، لا انتقـــــــــامُ

 

لا حسـامٌ، لا غـزوةٌ، لا دمـــــــاءُ

      فقد ولدت بمولده قيم الرفق والمروءة والهدى والحياء والتسامح. وهي قيم تولد عنها نور التعايش والتسامح في المجتمع.  وبولادتها انتفى نقيضها: فلا وعيد، ولا صولة، ولا انتقام ولا حسام، ولا غزوة، ولا دماء. فالرفق ضد العنف. والمروءة: الإنسانية، والهدى: الرشاد لما فيه الخير للإنسانية، والحياء من الاستحياء من الآخر احتراما له. وهي كلها قيم تنشر التسامح والحب والخير بين الناس الذين نختلف معهم. وأما القيم الضدية فالوعيد تهديد للآخر ليعيش في خوف، والصولة: تطاول عليه وقهر له. والانتقام، المكافأة بالعقوبة. والحسام والغزوة والدماء من نتائج هذه القيم الثلاثة: الوعيد والصولة والانتقام. فبمولد المسيح إذاً، انتفى العنف وحل السلام. وهذه دعوة من الشاعر إلى المسيحيين المصريين خاصة للحفاظ على قيمهم ومرتكزاتهم المسيحية. وما كان ليعلن عن كل هذه القيم، وينسب انتشارها إلى المسيحية لولا إيمانه المطلق بحتمية التعايش بين المسلمين وبين إخوانهم المسيحيين في أرض الكنانة.

    ويرى شوقي أن الأصل الواحد للمصريين يسبق الدين، فكلهم أبناء النيل قبل أن يكونوا أبناء آدم عليه السلام. فقد خلقوا من طينه الكريم ومن مائه الزلال، كناية عن ارتبط حياتهم بهذا النهر العظيم الذي عدت مصر هبة من هباته. وتساويا بعد ذلك في العقيدة. يقول)[13]( :

يا بني مصرَ، لم أقلْ أمةَ الــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ــــقبطِ، فهذا تشبثٌ بمحــــــــــــــــالِ

واحتيالٌ علَى خيالِ المجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ـدِ، ودعوًى من العرضِ الطوالِ

إنما نحنُ مسلمونَ وقبطــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاً

 

أمةٌ وُحدتْ علَى الأجيـــــــــــــــــــــــــالِ

سبقَ النيلُ بالأبوةِ فينــَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

 

فهوَ أصلٌ وآدمُ الجدُّ تالـــــــــــــــــــــــي

نحن ُمن طينهِ الكريـــــمِ علــــَـــــــــــــــــــــــى

 

اللهِ، ومن مائهِ القراحِ الــــــــــــــزلالِ

مرَّ مَا مرَّ من قرونٍ علينــــــَـــــــــــــــــــــــــــا

 

رسفاً في القيودِ والأغـــــــــــــــــــــــــــــلالِ

ياشبابَ الديارِ، مصرُ إليكـــــــــــــــمْ

 

 ولواءُ العريـــــــــــــــــــــنِ للأشبـــــــــــــــــــالِ

وانهضُوا نهضةَ الشعوبِ لِدنيـــَــــــــــــا

 

وحيــــــــــــــــــــاةٌ كبيــــــــــــــــــــــــرةُ الأشغالِ

وإلَى اللهِ منْ مشَى بصليــــــــــــــــــــــــــــبٍ

 

في يديهِ، ومن مشَى بهــــــــــــــــلالِ

     وفي رثائه بطرس غالي باشا المسيحي جسد في شخصه كل قيم التعايش السلمي مركزا على الوئام الذي كرس المرثي حياته له بين الطوائف الدينية في مصر ،فجعل منه صومعة وكنيسة  - كناية عن جمعه بين الإسلام والمسيحية - فكان رمزا لهما معا وجعل الناس بكل أطيافهم يتسابقون نحو جنازته وكأنهم يتسابقون نحو ناديه وهو حي. كما توقف عند احترام المسلمين لتعاليم المسيح، وتوقير المسيحيين للدين الإسلامي حفاظا على الوحدة المصرية، والتعايش بين طوائفها.([14])

قد كنت صومعة ً فصرت كنيسة 

 

في ظلِّها صلَّى المطيفُ وصاما

قد عِشْت تُحدِثُ للنصارى أُلْفة ً

 

وتُجِدُّ بين المسلمين وئـــــــــــــــــــــــــاما

أَعَهِدْتَــــــــــنَا والقِبْـــــــطَ إلاَّ أُمّـــــــــــــــــــــــة ً

 

للأَرض واحدة تَروم مَرامــــــــــــــــــــا؟

نُعلي تعاليمَ المسيـــــــــــــحِ لأجلهـــــم

 

ويوقِّرون لأجلنا الإسلامـــــــــــــــــــــــا

الدِّينُ للدَّيّــــــــــــانِ جـــــــــــــــلَّ جلالُــــه

 

 لو شاءَ ربُّكَ وَحَّدَ الأَقوامـــــــــــــا

    وقد استغل الشاعر فضاء الأحياء والموتى ليرسخ المساواة والعيش المشترك فكلنا يعالج ظروفه، وموتانا وموتاهم متجاورون متساوون، فبحق حرمتهم ينبغي مراعاة الجوار([15]).

هذي ربوعكمُ، وتلك ربوعــــــــــــــنا

 

مُتقابلين نعالــــــــــج الأَيــــــــــــــــــــــــــامــا

هذي قبوركمُ، وتلك قبــــــــــــــــورنــــــــا

 

مُتجاورينَ جَماجماً وعِظامــــــــــــــــــــــــا

فبحُرمة ِ المَوْتَى، وواجبِ حقِّهم

 

عيشوا كما يقضي الجوارُ كراما

     وفي رثائه للصحفي المسيحي جورجي زيدان حذر من سوء فهم الدين وتحويله من باب الخير الذي جاء من أجله إلى باب الشر، فليس الدين في نهاية المطاف إلا تراث الأجداد وهو ضد الغلو والتطرف والبغي.

لا تجعلوا الدين باب الشر بينكم

 

ولا محل مباهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاة وإذلالِ

ما الدين إلا تراث الناس قبلكم  

 

كل امرئ لأبيه تابع تــــــــــــــــــــــــــــــــــــالي

ليس الغلو أميناً في مشورتـــــــــــــــــــه

 

مناهج الرشد قد تخفى على الغالي

لا تطلبوا حقكم بغياً ولا صلفا

 

ماأبعد الحق عن باغ ومختــــــال([16])

   إن شوقي ينظر إلى الدين نظرة عقلانية تجعلنا نفهم كنهه، فهو الحق وهو الاعتدال وهو الرشد، وهذه القيم كلها لا تطلب بضدها أي بالبغي والتطرف والجهل.

       وفي قصيدة يمدح فيها محمد رشاد الخامس السلطان العثماني يرجع الأديان كلها إلى أصل واحد، وبالتالي فهي خزائن الحكمة وتقوم على الأسس نفسها، وتدعو إلى الخير وتنهى عن الشر وترفع شعار التسامح الذي عده الشاعر المروءة في أسمى معانيها، لذا يوجه الخطاب إلى المخاطب بأن يتزين بقيمة الصفح لكي يسعد في الحياة، ومن شيم النفوس الكبيرة الصفح والاستغفار للمسيء إليها ، يقول([17]):

الدينُ للهِ، من شاءَ الإله هـــــــــــــدَى

 

لكل نفسٍ هوًى في الدين داعِيها

وما كان مختلِفُ الأديانِ داعيـــــــــــةً

 

إلى اختلافِ البرايَا أو تعَاديــــــــــــــها

الكتْبُ والرسْل والأديان قاطبـــــــــةً

 

خزائنُ الحكمةِ الكبرَى لواعِيهــــــــــا

محبةُ اللهِ أصلٌ في مراشـــــــــــــــــــدِهـــَــــــا

 

وخشيةُ اللهِ أسٌّ في مبانِيهـــــــــــــــــــــــــــــا

تَسامحُ النفسِ معنًى من مروءتِهـــا

 

 بل المروءةُ في أسمَى معانِيهـــــــــــــــــــــا

تخلّقِ الصفحَ، تسعْدْ في الحياةِ به

 

فالنفسُ يُسعدُها خُلْقٌ ويشقِـيها

    

     وإذا كان أحمد شوقي قد أعلى من شأن المسيحية والمسيحيين، ودعا إلى التعايش والتسامح من منظور إسلامي،  فإن الشاعر المسيحي رشيد سليم الخوري الملقب بالشاعر القروي أعلى من شأن نبي الإسلام والمسلمين. فحبه لبلده وحلمه في أن يراه وطنا يتعايش فيه كل مواطنيه بغض النظر عن الجنس والعرق والعقيدة، وإيمانه العميق بالقومية العربية والوطن العربي الواحد من المحيط إلى الخليج دفعه إلى تكريس شعره لهذا الهدف النبيل، فخصص مجمله لمحاربة أسباب الفرقة والصراع والتطاحن الذي يذكيها المستعمر، والدعوة إلى التعايش بين العقائد والديانات حتى سمي بشاعر الهلال والصليب.

       وقد وصل به دفاعه المستميت عن التعايش بين المسلمين والمسيحين في لبنان إلى أن طلب في وصيته الأخيرة أن يصلى على جثمانه شيخ وكاهن، فيقتصران على تلاوة الفاتحة والصلاة الربانية لا أكثر ولا أقل. وينصب على قبره شاهد خشبي متين وبسيط في رأسه صليب وهلال متعانقين رمز الوحدة التي جاهد في سبيلها طول حياته، وختمها بقوله: «هذه وصيتي التي أريد تنفيذها بعد وفاتي وأصب لعنتي على من يخالفها، ورحم الله حياً وميتاً كل من يذكرني بالخير ويترحم عليّ.. رشيد سليم الخوري تموز (يوليو) 1977م».([18])

      ولعل الإصرار على هذه القيمة، وإبرازها في الشعر الحديث راجع إلى العدو المشترك للأمة العربية بمختلف أعراقها وطوائفها ومذاهبها الذي لا يهمه لا المسيحي ولا المسلم، وإنما تهمه مصالحه بالدرجة الأولى، فاستغل التعدد العقدي والمذهبي ليخلخل كل قيمها المثالية السامية الذي ضمنت لها الأمن والأمان والاستقرار في المشرق والغرب الإسلامي، ففرق بين أبناء الوطن الواحد، فواجهه المثقفون عامة والشعراء خاصة بمختلف عقائدهم ومذاهبهم. فقد أبى الشاعر القروي وهو المسيحي إلا أن يحتفل مع مواطنيه المسلمين بكل أعيادهم، ويستغل الفرصة لبث روح التعايش فيهم، فها هو يقول في عيد الفطر سنة  1933([19]):

 

أكُرِّم هذا العيدَ تَكريم شاعـــــــــــر      

 

يَتيهُ بآياتِ النَّبي المُعَظَّــــــــــــــــــــــــــــــــــــمِ

ولكنَّني أَصبو إلى عيدِ أُمَّــــــــــــــــــــــةٍ       

 

مُحَرَّرَةِ الأَعناقِ من رِقِّ أَعْجَمي

إلى عَلَمٍ من نَسْجِ عيسى وَأَحْمَدٍ      

 

 و"آمنةٍ" في ظِلِّهِ أُخْتُ "مـــــريمِ"

 

      لقد أبى الشاعر القروي إلا أن يحتفل مع المسلمين بعيدهم، لا مجاملة الجار للجار فقط، وإنما لإيمانه بأن الدين الإسلامي - وهو الشاعر المسيحي - جزء من هويته التي لا تكتمل إلا به، لذا يعلن أمام الملأ أنه يتيه بآيات النبي المعظم محمد ( ص)، ويصبو إلى الوحدة التي كانت تسم العصور الأولى من الحضارة العربية الإسلامية، تلك الوحدة التي  جمعت بين أحمد (ص) والمسيح عليه السلام، وبين آمنة أم الرسول الكريم ومريم العذراء أم المسيح عليه السلام. فالأصل واحد هو رب السماء، والمستهدف واحد هو الإنسان في إنسانيته. فقد حمى النجاشي المسيحي المسلمين في بداية الدعوة الإسلامية، واستقبل الرسول الكريم نصارى نجران في مسجده، وضمن عمر بن الخطاب لأهل المقدس كل حقوقهم في الوثيقة المشهورة، فلا غرابة اليوم أن نستمر على هذا النهج من التعايش.

ويرى الشاعر القروي أن سبب ما نعيشه من تطاحن وصراع سببه غياب التعايش والقبول بالآخر.( [20])

فَقَد مَزَّقَت هذي المذاهبُ شَمْلَنا      

 

وَقَد حطَّمتنا بَينَ نابٍ ومِنْسَمِ

   فأصل الصراع هو المذاهب المنغلقة على نفسها، الرافضة للآخر و غير المتسامحة معه على الرغم من إيمانها بالسلم والسلام، فهي التي مزقت الشمل وحطمت أسس وحدتنا ـ لذا رفع شعار التعايش والتسامح والأخوة.

وفي قصيدة أخرى يرى اتحاد العروبة يكمن في اتحاد الديانتين المسيحية  الإسلام([21] )

مَنْ يُنبئُ الملأ الذين أُحبُّهـــــــم

 

فيكافئون الحبَّ بالعــــــدوانِ

إنِّي على دينِ العروبة واقـــــفٌ

 

قلبي على سُبُحاتها ولسانِي

إِنجيلِي الحبُّ المقيم ُ لأهلـِــــها

 

والذودُ عن حُرُماتها فرقاني

أرضيتُ أحمدَ والمسيحَ بثورتي

 

وحماستي، وتسامحي وحناني

    يخاطب الشاعر القروي بني وطنه المتعصبين لمذهبهم، فيبادل عدوانيتهم بالحب القائم على التعايش والتساكن، ويقر أن دينه هو هويته العربية بمختلف مذاهبها وطوائفها وعقائدها، فجعل من حبه لأهلها إنجيلا، ومن الدفاع عن حرماتها فرقانا. وتوظيف الإنجيل والفرقان كناية على ما تدعو إليه المسيحية والإسلام من تسامح وتساكن وتعايش، فكانت غايته أن يرضي أحمد والمسيح فرفع شعار التسامح الذي أمنت الديانتان به معا، وربطهما بالعروبة.

يا مسلمون ويا نصارى دينكم

 

دينُ العروبةِ واحدٌ لا اثنـانِ

بيروتكم كدمشقكم ودمشقكم

 

كرياضكم ورياضكم كعُمانِ

ستجدِّدون المُلك من يمنٍ إلى

 

مصرٍ إلى شامٍ إلى بغـدانِ([22])

وتذكر هذه الأبيات التي تدعو إلى التعايش والتسامح بوحدة الوجود الصوفية عند ابن عربي الذي يقول في ترجمان الأشواق.([23])  

 

لقد صار قلبي قابلا كل صـــــورةٍ

 

فمرعى لغزلانٍ ودير لرهبانِ

 

وبيتٌ لأوثانٍ وكعبةُ طائـــــــــــــــــفٍ

 

وألواحُ توراةٍ ومصحفُ قرآنِ

أدينُ بدينِ الحبِّ أنى توجهتْ

 

ركائبُه, فالحبُّ دينِي وإيمانِي 

        فإذا كان ابن عربي قدر فع شعار دين الحب الذي يوحد بين الأديان، ويرسخ التعايش عند المتصوفة ، فإن الشاعر القروي يرفع شعار دين العروبة والقومية الذي يصهر في بوتقته كل الأعراق والطوائف والمذاهب ، ويوحد بينها كما كانت على مر العصور .

    وفي مناسبة عيد المولد النبوي الشريف كتب الشاعر القروي قصيدة لا تقل تسامحا عما سبقها، بل لا تقل حبا للنبي الإسلام عن أي قصيدة يمكن أن ينظمها رجل مسلم يقول فيها([24]):

 

عِيدُ البَرِيَّةِ عِيدُ المَوْلِدِ النَّبَـــــــــــــــــــــــــــــوِيّ

 

فِي المَشْرِقَيْنِ لَهُ وَالمَغْرِبَيْــــــــــــــنِ دَوِيّ

عِيدُ النَّبِيّ ابنِ عَبْدِ اللهِ مَنْ طلعَتْ

 

شَمْسُ الهِدَايَةِ مِنْ قُرْآنِهِ العلـــــــــــــوَيّ

بَدَا مِنَ القَفْرِ نُورَاً لِلْوَرَى وَهُــــــــــدَىً

 

يَا لِلْتَمَدُّنِ عَمَّ الكَوْنَ مِنْ بَـــــدَوِيّ

يَا صَاحِبَ السَّيْفِ لَمْ تُفْلَلْ مَضَارِبُهُ

 

اليَوْمَ يَقْطُرُ ذلاّ سَيْفُكَ الدَّمَـــــوِيّ

يَا فَاتِحَ الأَرْضِ مَيْدَانَاً لِدَوْلَتِـــــــــــــــــــــــــــــهِ

 

صَارَتْ بِلادُكَ مَيْدَانَاً لِكُلِّ قَـــــوِيّ

يَا حَبَّذَا عَهْد بَغْدَادٍ وَأَنْدَلُـــــــــــــــــــــــــــــسٍ

 

عَهْدٌ بِرُوحِي أُفَدِّي عَــــــوْدَهُ وَذَوِيّ

مَنْ كَانَ فِي ريْبَةٍ مِنْ ضَخْمِ دَوْلَتِــــــــهِ

 

فَلْيَتْلُ مَا فِي تَوَارِيخِ الشُّعُوبِ رُوِي

 

      فقد جعل من عيد المولد النبوي عيد البرية جمعاء بمختلف طوائفها ومذاهبها وعقائدها في المشارق والمغارب، وجعل من القرآن الكريم شمسا للهداية ونورا للورى ومصدرا للتمدن. ثم استنجد بسيف الإسلام ليذود عن الأمة العربية وما لحقها من ضيم ويعيد إليها مجدها التاريخي، فقدحن إلى عهد الحضارة العربية الإسلامية في بغداد والأندلس، بل أكثر من هذا أبدى استعداده ليفدي هذا الماضي المجيد، بروحه وختم قصيدته ببيتين جميلين يعلن فيهما عن مسيحيته واختلافه مع المسلمين عقديا لكن فطرته الإنسانية وقوميته العربية، تدعوانه إلى التعايش السلمي مع بني وطنه بمختلف عقائدهم، فالحب الأخوي هو مصدر النهضة والخروج من التخلف الذي ابتلي به الشرق.

 

يَا قَوْمُ هَذا مَسِيحِيٌّ يُذَكِّرُكُمْ

 

لا يُنْهِضُ الشَّرْقَ إلاّ حُبُّنَا الأخَوِيّ

فَإنْ ذَكَرْتُمْ رَسُولَ اللهِ تكرِمَةً

 

فَبَلِّغُوهُ سَــــــــلامَ الشَّاعِرِ القَـــــــرَوِيّ([25])

    وما كان الشاعر القروي ليعلن كل هذا الحب للإسلام لو لم يجد في سيرة نبيه وتاريخ خلفائه وحكامه في المشرق والمغرب ذلك التعايش المثالي الذي عاشت في ظله كل الطوائف الدينية، ووصل فيه اليهود إلى مرتبة الوزارة في الأندلس([26]) . وحظي اليهود في المغرب الأقصى بحماية ملوك المغرب لما انهار الحكم الإسلامي في الأندلس. ونزحوا إلى المغرب الذين ما زالوا فيه حتى اليوم، والذين هاجروا ظلوا مرتبطين بوطنهم وملكهم. ومن أشهر الكتابات التي تحكي عن تاريخهم كتاب حاييم الزعفراني ألف سنة من حياة اليهود في المغرب([27]).

       ولم يكن في وسع الرصافي في العراق أن يغفل ما حل بالمجتمع العربي من فرقة واختلاف بين الطوائف الدينية في الوطن العربي، وما ينتج عن ذلك من عداوة وتطاحنات، فدعا إلى التسامح والتعاون والتعايش التي تدعو إليه الديانتان المسيحية والإسلام في قصيدته في سبيل الوطن التي وجهها إلى إخوانه المسيحيين([28]):

:

أمَا آن أن تُنسَى من القومِ أضغـانُ

 

فيُبنَى عَلَى أُسِّ المؤاخاةِ بنيــــــانُ؟

علامَ التعادِي لاختلافِ ديانــــــــــــــةٍ

 

وإن التعادِي في الديانةِ عدوانُ

وما ضرَّ لو كانَ التعاونُ دينَــــــــــــــــنَــا

 

فتعمرُ بلدانٌ وتأمنُ قُطــَّـــــــــــــــــانُ

إذا جمعتْنا وحــــــــــــــــــــــــدةٌ وطنيـــــــــــــــــــــةٌ            

 

فماذا علينَا أن تعدَّدَ أديــــــــــــانُ

إذا  القوم  عمَّتهمْ  أمورٌ  ثلاثــــــةٌ        

 

لسانٌ وأوطانٌ وبالله إيمـــــــــــــــــــــانُ

فأيُّ    اعتقادٍ  مانعٍ من أخـــــــــوةٍ          

 

بها قال إنجيلٌ كما قال قـــــــرآنُ

كتابـــــان   لــــم ينــــــزل  الله ربـــــــــــــــنا            

 

على رسله إلا ليسعد إنســـــانُ

    استهل الرصافي قصيدة باستفهام استنكاري تعجبي، لأن الاختلاف ضد الطبيعة الإنسانية، وضد القيم التي تدعو إليها الديانتان الإسلامية والمسيحية اللتان تَعمَّقَ الخلاف بسببهما. فرفع شعار التعاون وترسيخ الأخوة وتحقيق السعادة التي من أجلها نزلت الكتب السماوية.

    خلاصة : لقد وقف الشعراء العرب القدماء منهم والمحدثون والمعاصرون في وجه التطرف والتعصب الطائفي والمذهبي، ودعوا إلى التسامح والتساكن والتعايش السلمي بين كل الطوائف الدينية، جاعلين مصلحة الوطن فوق مصلحة الطوائف. وترجع هذه الدعوة إلى الوعي بمخططات الاستعمار المبنية على استغلال الدين لتشتيت شمل الأمم.

وقد استند الشعراء في دعوتهم إلى:

-     أن أصل الديانات السماوية واحد هو الله عز وجل.

-     أن الدين لم يبن يوما على الاثم والعدوان والبغضاء والفرقة بين الشعوب.

-     أن سعادة الإنسان قائمة في إيمانه بالحب والسلم والتعايش مع الآخر .

-      أن التاريخ العربي الإسلامي في المشرق والمغرب والأندلس، تاريخ حضارة تعايش فيها اليهود والمسيحيون مع المسلمين.

مصادر ومراجع

1-         القرآن الكريم برواية حفص

2-         الأعشى (ميمون قيس) : ديوان الأعشى الكبير ميمون بن قيس شرح وتعليق الدكتور محمد حسين . مكتبة الآداب بالجماميز  ص179

3-         ابن العربي (محي الدين).  ترجمان الأشواق . اعتنى به عبد الرحمان المصطاوي. دار المعرفة – بيروت . الطبعة الأولى 2005.

4-          ابن قتيبة  ( الدينوري): المعارف   حققه وقدم له ثروت عكاشة . دار المعارف . القاهرة الطبعة الثانية ص621

5-          الرصافي ( معروف) " ديوان معروف الرصافي . قصيدة في سبيل الوطن. مراجعة مصطفى الغلاييني. مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة . 2014 

6-         الزعفراني ( حاييم) : ألف سنة من حياة اليهود في المغربي.  ترجمة أحمد شحلان وعبد الغني أبو العزم . الطبعة الأولى الدار البيضاء 1987

7-         شوقي ( أحمد ) الشوقيات.. مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة . القاهرة 2012 ص 32

8-         القروي  ( الشاعر رشيد سليم الخوري ):  ديوان الأعاصير. مطبعة مجلة الشرق

 

9-         عروة بن الورد والسموآل : ديوانا عروة والسموأل. دار بيروت للطباعة والنشر . 1982 .   ص80

10-    علي ( جواد ): المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام  جامعة بغداد الطبعة الثانية 1993 ص 822-824.

11-    كنون ( عبد الله )  شرح الشمقمقية ., دار الكتاب اللبناني ودار الكتاب المصري الطبعة الخامسة 1979 ص 660

12-    . مجمع اللغة العربية في القاهرة:   المعجم الوسيط  : الطبعة الرابعة 2004.

 

 



[1] . المعجم الوسيط: مجمع اللغة العربية جمهورية مصر العربية الطبعة الرابعة 2004. باب عاش

[2] - حصر جواد علي الديانات الموجودة في الجزيرة العربية في اليهودية والنصرانية والمجوسية والصابئة وعبادة الأصنام  ينظر فهرست الجزء السادس من كتابه : المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام  جامعة بغداد الطبعة الثانية 1993 ص 822-824. وقد جمعها القرآن الكريم في سورة الحج الآية17 . قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَىٰ وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ.

[3] . المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام . جزء السادس ص 516

[4] . نفسه ص 522

[5] . ديوانا عروة والسموأل. دار بيروت للطباعة والنشر . 1982 .   ص80

[6] : ديوان الأعشى الكبير ميمون بن قيس شرح وتعليق الدكتور محمد حسين . مكتبة الآداب بالجماميز  ص179

[7] .شرح الشمقمقية . عبد الله كنون حسني , دار الكتاب اللبناني ودار الكتاب المصري الطبعة الخامسة 1979 ص 660 . الشمقمقية قصيدة طويلة يصل عدد أبياتها إلى 275 بيتا، نظمها ابن الونان الملقب بابن أبي الشمقمق في مدح السلطان المغربي محمد بن عبد الله  في القرن التاسع عشر .

[8] . المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام . جزء السادس ص 589.

[9] . المعارف  لابن قتيبة  حققه وقدم له ثروت عكاشة . دار المعارف . القاهرة الطبعة الثانية ص621

[10] يراجع حديث : أول ما بدئ به الرسول ص  من الوحي الرؤيا الصالحة ... صحيح البخاري كتاب التعبير رقم 6617

[11] . سورة المائدة الآية 2

[12] . الشوقيات لأحمد شوقي . قصيدة كبار الحوادث في وادي النيل . مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة . القاهرة 2012 ص 32

[13] . الشوقيات . أحمد شوقي. قصيدة ياشباب الديار  قيلت في تكريم واصف باشا غالي سنة 1906 . ص 256

[14] . الشوقيات الجزء الثالث ص 754

[15] . نفسه ص754

[16] . الشوقيات الجزء الثالث ص 731

[17] . الشوقيات الجزء الأول قصيدة الدستور العثماني ص386

[19] . ديوان الأعاصير. مطبعة مجلة الشرق . ص111

[20] . نفسه ص111

[21] . قصيدة الناخلة . بحثت عن الأعمال الكاملة للشاعر القروي فلم أتمكن من الحصول عليه لأنه مطبوع منذ الخمسينيات . فاعتمدت النص المنشور في :  بوابة الشعراء بهذا العنوان " الناخلة " https://www.poetsgate.com/ViewPoem.aspx?id=129737

[22] .  قصيدة الناخلة . نفسه .

[23] . محي الدين بن العربي .  اعتنى به عبد الرحمان المصطاوي. دار المعرفة – بيروت . الطبعة الأولى 2005. ترجمان الأشواق .ص62

[24] . الشاعر القروي : قصيدة عيد البرية . بوابة الشعراء . https://www.poetsgate.com/ViewPoem.aspx?id=129737

[25] .  الشاعر القروي . قصيدة عيد البرية . بوابة الشعراء . https://www.poetsgate.com/ViewPoem.aspx?id=129737

[26] . من بينهم إسماعيل بن النرغيلة ( ت1056م)الذي عين وزيرا في مملكة غرناطة .

[27] . حاييم الزعفراني : ألف سنة من حياة اليهود في المغرب : تاريخ. ثقافة. دين . ترجمة أحمد شحلان وعبد الغني أبو العزم.الطبعة الأولى الدارالبيضاء 1987. يقول حاييم الزعفراني في مقدمة الكتاب: « وهي أيضا - يهودية المغرب -  وليدة تربة المغرب حيث ولدت وترعرعت وعاشت حوالي ألفي سنة، فتربت وتفاعلت مع المحيط في ظل التقارب اللغوي وتشابه التكوين العقلي والتضامن الفعال ، مع قدر لا يستهان به من المساواة بل الانسجام الديني. وهي أمور تبلورت في مظاهر العيش اليومي والمناسبات الفريدة في الحياة» . ص 7

[28] . ديوان معروف الرصافي . قصيدة في سبيل الوطن. مراجعة مصطفى الغلاييني. مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة . 2014  ص 191

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق