الاثنين، 26 يونيو 2017

قراءة في كتاب الحجاج في الخطاب


                                     

      عبد اللطيف عادل  من الأساتذة الباحثين الشباب الذين استطاعوا شق طريقهم في البحث العلمي بثبات، وبناء مشروع علمي حجاجي يتغيا توظيف التراكم الحجاجي النظري في المدونات الغربية القديمة و المدونات العربية والدراسات الغربية المعاصرة في قراءة الخطاب العربي قديمه وحديثه. وقد كان لي شرف المشاركة في مناقشة عمله الأول الذي أنجزه تحت إشراف الزميل العزيز الدكتور عبد الواحد بنياسر منذ ما يزيد عن عقد من الزمن. والعمل الذي نحن بصدد تقديمه اليوم هو استمرارية لهذا المشروع وتعميق له، فقد سبق أن قارب المناظرات والخطاب السياسي العربي، و السرد الطويل، وهو اليوم يقارب أشكالا أخرى من الخطاب العربي القديم والحديث هي الخطاب القرآني و الخطاب السياسي الأموي والخطاب الشعري والخطاب القصصي. ولن أقوم بتلخيص ما قام به لأن تلخيص كتاب لا يغني عن قراءة الكتاب، وإنما سأثير مجموعة من التساؤلات التي تبادرت إلى ذهني وأنا أقرأ هذا الكتاب لتكون موضوع كتابات أخرى مستقبلية، وموضوع نقاش مستفيض بين الزميل عبد اللطيف عادل و من شرفنا بالحضور في هذه الأمسية المباركة .

     التساؤل الأول إشكال نظري يتعلق  بالحجاج في علاقته بأنواع الخطاب،  فهناك خطابات يحتل فيها الإقناع أمامية القول، ويكون القصد الأول للمرسل إقناع المخاطب بدعوى الخطاب كما هو الأمر في الخطاب القرآني  والخطاب السياسي قديمه وحديثه والمناظرات ... وهناك أنواع أخرى من الخطاب ، لا يحتل فيها الإقناع هذه المكانة بل يكون النافع فيها إن وجد خلف الجميل، وخلف البوح والتعبير عن الذات، و هي الخطابات الإبداعية وخاصة الخطاب الشعري. و إن كانت هناك من دعوى في هذا النوع من الخطاب فتبقى دعوى افتراضية  قابلة لأن تتغير من قارئ إلى آخر، كما سنبين في دخولنا في تفاصيل المقاربات التطبيقية.
     وإذا كانت  النماذج النظرية الحجاجية تبلورت مع الخطابة و المشاورات القضائية، ومن السهل تطبيقها عليها، فهل يمكن تطبيقها على النماذج الإبداعية المعاصرة منها بشكل خاص مع وجود الفارق بينها وبين النصوص الإقناعية ؟ ألا يمكن التفكير في نموذج نظري  حجاجي ولم لا نماذج حجاجية  خاصة بالنصوص الإبداعية؟ الدافع إلى طرح هذا التساؤل هو أن هناك نقط اتفاق متعددة بيني وبين الباحث في المبحثين الأول والثاني المتعلقين بالخطاب القرآني والخطبة لأننا ننطلق من الإطار النظري الحجاجي نفسه، ونقرأ نصا يخاطب فينا كفاءتنا اللغوية البيانية بمفهوم الجاحظ للبيان. لكنني قد أختلف معه  كثيرا في المبحث الثالث الخاص بالخطاب الشعري ليس في التحليل، لا ولا في النتائج المتوصل إليها ، وإنما في الدعوى التي يحاجج فيها مبدع الخطاب.
     لقد قدم الأستاذ عبد اللطيف عادل مقدمات نظرية لكل نوع من أنواع الخطاب الذي قارب تحليله، حاول خلالها تقديم الاحتراسات التي يجب مراعاتها في التعامل مع أنواع الخطاب، مما يوحي بأن هناك وعيا بهذا الإشكال. لكن يحتاج الأمر إلى مناقشة العلاقة بين النص الشعري المعاصر بشكل خاص و بين الحجاج.
    وقد أثير هذا الإشكال مع جان بول سارتر في فلسفته الوجودية منذ النصف الأول من القرن العشرين. فهو يرى أن الكتابة التزام ، وحينما نقول التزام معناه تحمل دعوى يمكن الدفاع عنها، ولكنه أعفى الشعر من الالتزام، وقال إن الشاعر لا يستخدم الكلمات و إنما يخدمها. والصراع النقدي في ثقافتنا العربية بين مجلة شعر الحداثية من جهة ومجلة الثقافة الوطنية ومجلة الآداب البيروتية قائم على الرسالة و الدعوى التي يمكن أن يدافع عنها الشعر.وما لم نتفق على الدعوى موضوع الحجاج، فلن يكون هناك حجاج .
   أتساءل معكم ومع كل المهتمين بموضوع الحجاج ، هل يمكن الحديث عن حجاج إبداعي خاص تبنى فيه الدعوى كما يبنى المعنى أي دعوى المتلقي الخاصة به و التي لا تلزم المبدع لأن بانيها وصانع أدلتها غير الجاهزة هو القارئ أو المتلقي. و في هذه الحالة سنتحدث عن دعوى متعددة بتعدد القارئ. و ستتعدد استراتيجيات الحجاج و آليات الإقناع و الاقتناع بتعدد الدعوى ، اقتناع القارئ بما توصل إليه و  إقناع قارئ النقد الحجاجي بمصداقية قراءته، حجاج خاص له مقاصده ومغالطاته ودائرة حجاجه الخاصة. ويقوم أساسا على استراتيجية التأويل.
   هذا الأمر في اعتقادي ممكن جدا وهو قائم في الكثير من الخطابات مع وجود الفارق، فمثلا في الخطاب السياسي كثيرا ما يتحدث محللو الخطاب عن الرسائل المحايثة للخطاب أو الماوراء الخطاب وهي رسائل تتعدد بتعدد المحللين. فيتحدثون عن استراتيجية الخطاب و توقيته و المقصود به و العبارات التي وظفت لتمرير الرسائل. و إقناع الجمهور المستهدف بها.
    إنني هنا أثير مسألة جنس الشعر بمختلف اتجاهاته ومدارسه ، و إلا فإن النموذج الذي اختاره الأستاذ عبد اللطيف نموذج قابل لأن يحلل حجاجيا لأنه مرتبط بموضوع خلافي قد نتفق فيه على الدعوى ، لكنه مع ذلك يبقى مفتوحا على دعاوى أخرى ممكنة.
      لنعد الآن إلى التفاصيل لنتوقف عند تساؤلات تهم أشكال الخطاب ونبدأ بالخطاب القرآني أولا: لقد قارب الأستاذ عبد اللطيف سورة الفيل بوصفها قصة قرآنية، وكانت الخطوة الأولى الإيجابية جدا في هذا الكتاب نقد القراءات السابقة، وبشكل خاص قراءات المفسرين بمختلف مذاهبهم، لأننا بدون هذا النقد سنظل حبيسي نظرة القدماء و أسئلتهم، فقدم أدواته النقدية المعاصرة التي تطورت مع السرد و حجاجيته، ثم قدم السياق التاريخي لقصة أصحاب الفيل و وظائفها التمثيلية، وميز بين القصة بوصفها قصة تاريخية واقعية و بين ما بني عليها من استنتاجات وقناعات عقدية كالعلاقة بين عام الفيل وعام مولد الرسول الكريم .
     وقد وقف الأستاذ عبد اللطيف عند الزمن المرجعي الذي يؤطر القصة و التأثير الذي يحدثه الحدث بكل مكوناته و الخصائص الأسلوبية ذات الوظائف الحجاجية كالفاعل السردي الواحد والإيجاز . و الملاحظ أن ظاهرتي الإيجاز و الإطناب ظاهرتان بلاغيتان حجاجيتان فريدتان في القرآن الكريم. وتوظيف الإيجاز في سورة الفيل جعلني أتردد في الحديث عنها كقصة قرآنية ، لأن القصص القرآني يتميز بأسلوبية الإطناب. أما الإيجاز فيحضر عندما ينتهي الحوار و يحل محله أمر الله وقضاؤه.
     ومع هذا التحليل الشيق الذي يضع القصص القرآني موضع التدبر والتفكير أثيرت عندي بعض التساؤلات.
1 – لا اختلاف في أن مرسل الخطاب هو الله عز وجل. لكن المخاطب يحتاج إلى تحديد فهو جمهور متعدد  ويمكن تصنيفه إلى :
    * محمد ص ومن معه من المومنين، وهو المخاطب المباشر  الذي وجه إليه الخطاب  كما يدل  على ذلك فاعل ترى وكاف الخطاب في كلمة " ربك " الذي يعود عند كل المفسرين على الرسول ص.
     * الملأ من قوم الرسول الكريم ، الذين ختم الله على قلوبهم، ولا أمل في إيمانهم مثل أبي لهب وأبي جهل ومن يدور في فلكهم .
     * العامة الضالة المتذبذبة من الناس والتي لم تحسم أمرها بعد .
فالخطاب في ظاهره موجه إلى من يعود عليه كاف الخطاب أي إلى الرسول الكريم، لكنه يتجاوز المخاطب ليحاجج  مخاطبين آخرين .
   وهذا التقسيم الثلاثي للمخاطب ينسجم والتقسيم الثلاثي لأساليب الخطاب القرآني الذي ورد في الآية الكريمة : ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن. فالحكمة تحاجج  الرسول ومن معه إلى يوم الدين. و الجدال لمن ختم الله على قلبه و استمر في محاربة الدعوة و منع الناس من اتباعها. و الموعظة الحسنة للضالين المتدبدبين بين اتباع الملأ القرشي و اتباع الرسول الكريم.
     أي علاقة بين ما جرى في عام الفيل وبين الإسلام، فهؤلاء المخاطبون لم يهاجموا بيت الله ولم يتجرأوا عليه؟ لقد أسندت  القصة القرآنية إسنادا إضافيا كاف الخطاب الذي يعود على الرسول الكريم إلى كلمة رب مما يفيد أن رب البيت الذي حماه هو ربك أنت يا محمد ، وبالتالي فمن عصاه هناك كمن عصاه هنا.
 و تختلف الدعوى باختلاف المخاطب، فالمخاطب الأول محمد ومن معه تزيد في اقتناعه بأن من حمى البيت من أصحاب الفيل قادر على نصره  على من هو أقل منه قوة وعددا. فالدعوى هي تأكيد أن نصر الله قريب .
   المخاطب الثاني العامة من الناس وهو متوار في النص، لكنه حاضر فيه بالقوة لأن الدعوة الإسلامية لا تعفيه من حرية الاختيار بين  التضليل مثل أصحاب الفيل ويكون مصيره نتيجة هذا الاختيار كمصير أصحاب الفيل، أو الإيمان فيحميه الله وينصره  كما حمى بيته ونصره. والدعوى هي استمالته للاقتناع بصدق نبوة محمد ص بالترهيب و الترغيب .
المخاطب الثالث: المضلَّل صاحب الكيد ومصيره كمصير أصحاب الفيل. والدعوى إن كيده ككيد أصحاب الفيل في تضليل ، ومصيره سيكون كمصيرهم.
    على مستوى الأسلوب توقف الأستاذ عبد اللطيف عند تقنيات الوصف وبنية الضمير وبلاغة الإيجاز والاختصار، وهي مكونات لها علاقة باستراتيجيته الحجاجية  التي اعتمدت آليات التحليل السردي الحديث  كما أشار في ذلك في مقدمة المبحث.
    و أتساءل مع الأستاذ عبد اللطيف  ما هي وظيفة الاستفهام التقريري  المقترن بالنفي حجاجيا؟ ثم إضافة  كلمة رب إلى كاف الخطاب " ربك" ، فلم يقل الخطاب القرآني : "ألم تر كيف فعل رب البيت بأصحاب الفيل" ، ولا "ألم تر كيف فعل الله بأصحاب الفيل" ، بل قال: "ألم تر كيف فعل ربك"، واختيار إمكانية محددة ضمن إمكانيات متعددة استراتيجية من استراتيجيات الحجاج. فالخطاب يؤكد العلاقة بين  الفاعل والرسول الكريم لأن هذه العلاقة هي الأكثر تأثيرا. فالضمائر في السورة ثلاثة: المخاطب الذي يعود على الرسول الكريم والغائب الذي يعود على أصحاب الفيل، والضمير المستتر المفرد الذي يعود على صفة الربوبية.  وإضافة كلمة رب التي تفيد التدبير في الحياة الدنيا إلى كاف الخطاب حجة أسلوبية على أنه ناصره .
   ثالثا وأخيرا الصورة البلاغية وجعلهم كعصف ماكول.كناية عن شدة العقاب
       إن الأستاذ عبد اللطيف بنى قراءته على استراتيجية محددة، وحينما نتساءل لا نهدف إلى هدم هذه الاستراتيجية بقدر ما نتساءل عن إمكانية بناء بلاغة تكاملية تجمع بين السردي و البلاغي الأسلوبي في فهم القصص القرآني.
      فيما يخص الخطاب السياسي : جميل جدا هذه البنيات التي استنبطها السي عبد اللطيف من الخطبة: بنية الاستبعاد وبنية الحقيقة  بنية الاختيار وبنية التعاقد، السؤال الذي تبادر إلى ذهنى:  هل هذه البنى هي بنى حجاجية. أم تعود كلها إلى حجة واحدة  هي حجة السلطة بمفهومها الأموي المبنية على قول معاوية المشهور والله لو كان بيني وبين الناس شعرة واحدة ما انقطعت وحجاجيتها قائمة في ترتيبها:
التذكير بما مضى ترهيبا، وهدم قيم وبناء قيم، وترغيب الجمهور في هذه القيم والترهيب بالعودة إلى وضع لا يختلف عما مضى  إن اشتعلت الفتنة، مستدلا بالأمثال.
     فيما يخص الخطاب الشعري هناك إشكال بسيط: ما هي الدعوى ؟ قد نتفق مع الأستاذ عبد اللطيف فنقول إنها العودة من المنفى. إذا كان الأمر كذلك ، من المخاطب؟ هل هو ضمير المؤنث الموجود في النص الذي لا ينكر العودة ولا يختلف حولها ؟ و بذلك ستكون الدعوى القضاء على اليأس وزرع الأمل من أجل الحفاظ على الجذوة الموجودة في القلب مشتعلة ؟ هل هو المغتصب الذي يعرقل العودة وينكرها، ويملك كل الإمكانيات للحيلولة دون تحققها؟ هل هو القارئ أيا كان هذا القارئ؟ هل هو الذات فردا كانت أم جماعة ؟
      إن درويش يرفض التعامل مع شعره في إطار السياق و المقام الفلسطينيين، و يطالب بالتعامل معه بوصفه شاعرا فردانيا يعبر عن تجربة إنسانية فصرخ في النقاد قائلا أنقذونا من هذا الحب.
      بتحديد المخاطب يمكن تحديد الدعوى وبتحديد الدعوى نحصر رؤيتنا في الخصائص الأسلوبية التي يمكن أن تخدم الدعوى.وتقنع القارئ بصدقيتها.
  أعتقد أن المخاطب هو العالم كله بمن فيه الذات و المغتصب وغيرهما من بني الإنسان . والدعوى هي حق العودة  إلى الأرض المغتصبة . أما الخصائص الأسلوبية التي تؤكد حق العودة و مشروعيتها فكل ما يثبت حق الملكية و هي:
في الوحدة الأولى : ملكية الماضي التي ليست موضوع نقاش لأن التاريخ يثبتها ـ فهي حجة تاريخية وتتجسد في النص في قوله: كانت الوردة داري و الينابيع بحاري . بإضافة الدار و البحار إلى ياء المتكلم مما يثبت الملكية.
في الوحدة الثانية : التغير الذي جرى على الممتلكات أثر علي لكنه لم يغيرني كثيرا ، مما يثبت استمرارية العلاقة بين الشاعر و داره و ينابيعه.
صارت الوردة جرحا و الينابيع ظمأ. هل تغيرت كثيرا ؟ ما تغيرت كثيرا . فالاستفهام و النفي المتتابعان تقريريان ، يؤكدان ألا شيء تغير .
في الوحدة الثالثة : لم تكن العودة موضوع شك أو تساؤل أو حتى موضوع إقناع و اقتناع ، لذا لم يخبر الشاعر مخاطبته بالعودة بل بزمن العودة "عندما". أما العودة فهي محسومة وزاد من حسمها تشبيهها بعودة الريح ، فالريح دائما في سفر، قد تغيب حينا قد يطول وقد يقصر لكنها تعود .
إن التشبيه بالريح كعنصر طبيعي يؤكد أن العودة هي الفعل الطبيعي. فكما الريح تعود  نعود.
مما يؤكد حق الملكية و حق العودة هو أن الشاعر لم يفارق ورده و ينابيعه بل تحولت من أشياء خارجية يسكن فيها إلى أشياء داخلية تسكن فيه وتتحد معه، وتنمو وتتحول داخله.
حدقي في جبهتي تجدي الورد نخيلا و الينابيع عرق تجديني مثلما كنت صغيرا وجميلا.
فالورد صار نخلا في جبهة الشاعر و الينابيع صارت عرق الشاعر ، و هو ما زالا كما كان صغيرا و جميلا .
    إن الموضوع الخلافي يحسمه الشاعر بفعل واحد هو المطالبة بالتحديق في جبهتي للتأكد أن أشياءه يحملها في دواخله ولم تفارقه و يجب أن تعود إلى منبتها الطبيعي المنزل المضاف إلى نا الدالة على الفاعل. عندما نرجع إلى منزلنا. فالإضافة إلى ضمير المتكلم فردا كان أم جماعة يحسم الملكية ولا يضعها موضوع خلاف. و إنما الإخبار كله في النص هو زمن العودة وتأكيد استمرارية الارتباط بأشيائه الحميمية .
ومما يؤكد هذه الصورة في المخيال الفلسطيني هو أن بطل رواية "عائد  إلى حيفا" لما عاد إلى البيت وجد كل شيء كما تركه في البيت لم يتغير. ما زالت ذاكرته تحتفظ بمكان المزهرية و ريشات الطاووس .وكأنه لم يغادرها منذ عشرين سنة.
      خلاصة القول إن حجاجية الشعر عامة والشعر المعاصر خاصة موضوع خلاف. و الدليل على هذا الخلاف هو اختلاف رؤيانا ؟ فالباحث السي عبد اللطيف حدد دعوى النص كما يراه و رسم استراتيجية حجاجه منطلقا من مكونات محددة في النص ، وبنى معنى له مشروعيته ما دام يبدو منسجما من أوله إلى نهايته. و أنا أيضا حددت دعوى و رسمت استرتيجية قراءتي وبنيت معنى له حظه من الانسجام  و المشروعية. وقد يقرأ كل منا النص وفق استراتيجية مختلفة عن تصورينا معا، و هذا أيضا حقه. مما يثبت مشروعية التساؤل الذي أثرته في بداية هذه الورقة و المتعلق بإمكانية الحديث عن حجاج ينطلق من دعوى المتلقي لا دعوى المتكلم. ولكم واسع النظر.
  



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق