الجمعة، 6 يناير 2017

اللقاء الذي نظم احتفاء بالباحث الأكاديمي مصطفى القباج في كلية اللغة العربية . يوم الجمعة 15 يونيو 2016


                         
كلمة الكلية 

     السادة الأفاضل: في البداية أنقل إليكم تحيات السيد العميد الأستاذ محمد أزهري ونائبه في البحث العلمي والتعاون الأستاذ مولاي المامون المريني و اعتذارهما لكم عن الغياب عن هذا اللقاء لأسباب قاهرة . فباسمهما معا  وباسمي الشخصي وباسم السادة الأساتذة والموظفين والطلبة،  يسعد كلية اللغة العربية أن تحتفي اليوم مع الفرع الجهوي لاتحاد كتاب المغرب  بأحد الأكاديميين المغاربة الذين راكموا إسهامات متعددة و متنوعة في حقول الفكر والأدب والفلسفة  وعلوم التربية و النقد المنفتح على المسرح والسينما و  انخرطوا في منظمات المجتمع المدني وانشغلوا بالبحث عن الإجابة عن الأسئلة الراهنة التي تؤرق بال المجتمعات العربية الإسلامية عامة و المجتمع المغربي خاصة  الدكتور مصطفى القباج. ولم يكن ذلك بالأمر الغريب عن هذه الكلية واهتماماتها فهي وريثة جامعة ابن يوسف التاريخية التي ضمت خيرة علماء هذه المدينة  العامرة  بل ودرس بها أساتذة وباحثون مغاربة وأجانب ساهموا في تكوين أجيال من الأساتذة الذين تحملوا وما زالوا يتحملون مسؤولياتهم التربوية في مختلف ربوع هذا الوطن .

و إذ تحتفي اليوم بالأستاذ الباحث الدكتور مصطفى القباج تسعى إلى أن تواصل رسالتها التاريخية النبيلة، وفي الآن نفسه تنفتح على فكر تنويري  لا يرى الأصالة في فكر محافظ تقليدي يجتر الماضي ويعيد إنتاجه، كما لا يرى الحداثة في فكر يعلن القطائع تلو القطائع مع الماضي و الواقع ويرتمي في أحضان فكر مستلب ، وإنما يسعى إلى بناء فكر حداثي منبثق من داخل المجتمع الذي نعيش فيه بهويته الثقافية الكونية  المتنوعة،  وفكره الإسلامي المتنور بمدارسه المختلفة وأنساقه الفلسفية المتنوعة ، ويؤمن بثورة تربوية تجعل من أهداف المدرسة المغربية بكل أسلاكها تكوين عقل الإنسان ليصير في مستقبله صاحب القرار في اختياراته متشبعا بالحوار في علاقاته، و تصبح الديموقراطية جزءا من سلوكه اليومي في البيت والشارع والعمل قبل أن تكون في السياسة.
   إن ما يؤمن به الأستاذ الباحث الدكتور مصطفى القباج هو ما نؤمن به جميعا، وشغلنا الشاغل هو البحث عن السبل والطرق التي توصلنا إليه في عصر تقاطعت فيه كل الطرق وتشابهت، وتعددت القبلات التي نصلي عليها أفرادا وجماعات و تنوعت، ولم يعد للمثقف ولا للجامعة ذلك الهم الذي أرقهما خلال عقود سابقة من القرن الماضي، فانطوى  المثقف  و انعزل في أبراجه واشتغل بهمومه الحياتية الروتينية بعيدا عن هموم هذا الوطن الثقافية  و أسئلته المستقبلية .
     إننا إذ نحتفي اليوم بالسي مصطفى نسعى إلى نعرف طلبتنا بنموذج الأستاذ والباحث والمثقف الذي تتلمذنا على يديه، ونريد استنبات نموذج فكره في عقولهم حتى يسيروا غدا على فكره ونهجه في الانشغال بأسئلة المجتمع الفكرية الحارقة في مختلف الحقول المعرفية  الفلسفية والإبداعية و النقدية و الفنية.
   وفي الختام لا يسعنا في كلية اللغة العربية إلا أن نشكر الفرع الجهوي لاتحاد كتاب المغرب الذي اقترح علينا الاحتفاء بمجموعة من المفكرين والمثقفين الذين أسهموا في بناء الجامعة المغربية، وما زالوا يسهمون في بناء ثقافة هذا البلد. وستظل كلية اللغة العربية دائما وأبدا إن شاء الله منبرا مفتوحا على كل الطاقات الثقافية الخيرة في هذا الوطن،  ويكفينا فخرا أن يكون حاضرا عندنا اليوم هذا الحضور النوعي المتميز الذي مازال ممسكا بحبل الثقافة الحارق.

نتمنى لأستاذنا السي مصطفى الصحة والعافية وطول العمر حتى يرى أفكاره وآراءه تتحقق على أرض الواقع ويطمئن على مستقبل هذا البلد الأمين و على مستقبل مواطنيه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق