تتميز الرحلات الحجية عن غيرها بالتمثل القبلي للرحلة
قبل تحققها على أرض الواقع. يبنى هذا التمثل عبر تلقي النصوص الدينية (القرآن و
السنة و مأثورات السلف الصالح ) التي تنظم كيفية أداء مناسك الحج، و ما يجب أن
يقوم به الحاج حتى يعود إلى أهله كيوم ولدته أمه. كما يبنى أيضا عبر تلقي تجارب الآخرين الذين
عادوا من هذه الرحلة، و لا يملون من حكي تجاربهم وما سمعوا وشاهدوا من غرائب و
عجائب و كرامات، و ما رأوا من رؤى صادقة ما لبثوا أن عاشوا أحداثها مرة ثانية في
حياتهم بعد ذلك. ويعد هذا التمثل " بمثابة الكفاءة اللازمة للاستعداد النفسي
و التأهيل الذاتي لأداء مناسك الحج المرتقب و إنجاز الفريضة الخامسة في الفضاء الحجازي الشريف "[2]
وعندما
تتوفر للإنسان شروط الرحلة ينتقل من مرحلة سماع الأخبار إلى مرحلة عيشها و
معاينتها لأن الخبر ليس كالمعاينة. فيقوم
بأمرين:
الأمر الأول: تطبيق ما قرأه في كتاب الله و سنة نبيه. والتحقق بالمعاينة مما سمعه من غيره من غرائب وعجائب.
والأمر الثاني: عيش تجربته الخاصة التي تميز رحلته عن غيرها من الرحلات( الكرامات و الرؤى و الصبر و المعاناة و الصراع مع المرض و الموت....).
و لم تخرج رحلة الفقيه الحيوني عن هذين الأمرين ، فقد اجتهد في تطبيق ما ورد في المرشد المعين لابن عاشر، و صحح الكثير مما كان يرويه الحجاج قبله، وفصل في معاناته في رحلته وما عاينه من غرائب و عجائب في بلاد الحجاز ومصر.
الأمر الأول: تطبيق ما قرأه في كتاب الله و سنة نبيه. والتحقق بالمعاينة مما سمعه من غيره من غرائب وعجائب.
والأمر الثاني: عيش تجربته الخاصة التي تميز رحلته عن غيرها من الرحلات( الكرامات و الرؤى و الصبر و المعاناة و الصراع مع المرض و الموت....).
و لم تخرج رحلة الفقيه الحيوني عن هذين الأمرين ، فقد اجتهد في تطبيق ما ورد في المرشد المعين لابن عاشر، و صحح الكثير مما كان يرويه الحجاج قبله، وفصل في معاناته في رحلته وما عاينه من غرائب و عجائب في بلاد الحجاز ومصر.
تتميز رحلة الفقيه الحيوني عن غيرها من الرحلات
الحجازية الدرعية الأخرى بصغر حجمها، إذ
لا تتجاوز مائة و ستة وثلاثين صفحة من الحجم المتوسط ، وميلها إلى الاختصار،
والاقتصارعلى الوصف التلقائي والعفوي لما شاهده صاحبها منذ انطلاقه من بلده "بني
حيون" وحتى استقراره في الأزهر الشريف، على خلاف الكثير من الرحلات الحجازية التي
تتميز بالاستطراد و كثرة المعارف الدينية والتاريخية و الأدبية، و حضور الفقه والنوازل والمناظرات العلمية،
والحرص على الحصول على الإجازات العلمية من مختلف العلماء الذين صارت بعلمهم
الركبان. ولعل ذلك راجع إلى:
-
ثقافة صاحبها التي لا تتجاوز ثقافة أئمة المساجد، ولم ترق إلى مستوى ثقافة
أساتذته وشيوخه في الزاوية الناصرية التي يرجح أنه درس على علمائها وفقهائها.[3]
-
طبيعة المتلقي الأول الذي من أجله
كتبت الرسائل، وهو محمد البشرى شيخ القبيلة الذي لم تكن له معرفة بثقافة الفقهاء
العلمية والفقهية.
ويبدو من خلال أسلوبها أنه لم يكن لصاحبها
اهتمام كبير بعلم الأدب ولا بفن الرحلة، ولم يكن ينوي كتابة رحلة حجازية على منوال
ما يكتبه الفقهاء و العلماء الكبار. و إنما كان همه الأكبر كما ذكر في المقدمة وصف ما طرق سمعه، وشاهدته عيناه من
الغرائب و العجائب لشخص آخر هو السيد أحمد البشرى شيخ القبيلة.
يقول الدكتور عبد الهادي التازي في كتابه رحلة
الرحلات عن هذه الرحلة: "يظهر أن الرحلة كانت في البداية عبارة عن رسائل
يبعثها الحيوني إلى شيخ القبيلة أحمد البشرى الذي ساعده ماديا على القيام بالرحلة، و الذي كان الحيوني يلقبه في رسائله بسعد الدين، ثم لم يلبث أن دونها في كتاب
على حدة، و هي رحلة فريدة من نوعها من حيث الأسلوب العفوي، وعدم تقليد سابقيه...
ومن حيث المعلومات التي اختار الحيوني تقديمها لقارئه حسبما طرق سمعه و شاهده رؤيا
العين" ][4 ومقياس
الغرابة والعجب هو تمثل الذات لمحيطها الجغرافي والمعرفي والاجتماعي والديني
...فما وافق هذا التمثل كان عاديا ومألوفا،
وما خالفه كان غريبا وعجيبا. لذلك لجأ الحيوني إلى عقد المقارنات بين محيطه الذي
عاش فيه من جهة، و ما عاشه ورآه في رحلته الحجية من جهة ثانية. فكان محيطه المرآة التي يرى من خلالها المحطات
التي زارها، كما تحولت هذه المحطات إلى مرآة
لمعرفة مزايا بلده التي و هبه الله إياها. فالرحلة إذن تعرف على جغرافية الآخر
و عاداته وتقاليده، ووعي بقيمة الذات و
محيطها .
و لما كان الخطاب موجها إلى شخص بعينه هو شيخ
القبيلة الذي لم يكن له علم بما يشغل
الفقهاء و العلماء من دقائق العلوم الدينية –كما سبقت الإشارة -، اكتفى
الفقيه الحيوني بما يهتم به متلقيه الأول من عجائب الأمصار وغرائبها.
وما
يدل على أنه يكتب إلى هذا الشخص بعينه هو عدم ذكره لأخبار وقعت بحضور شخص سيلتقي الشيخ قبل وصول
الرسالة قائلا :"ووجدت عنده السيد العربي بن علي، فهو يقص عليك ما بقي من
الخبر إذ لا فائدة في إعادة ذكره." [5] ،
فلو كان الفقيه الحيوني يكتب رحلة بالمفهوم المتعارف عليه بين الفقهاء والعلماء،
ما حذف تلك الأخبار التي علمها المرسل إليه من خارج الرحلة.
و لما كان هدف الرحلة الأساس هو وصف العجائب و
الغرائب، توسل الحاج
الرحالة بأسلوب التشبيه لتقريب ما يقصر
الذهن عن وصفه وصفا موضوعيا، إذ يحتاج إلى لغة لا يملكها لا المرسل و لا المرسل
إليه، لأنه لم يكن لهما سابق معرفة بموضوعاتها، واستقى تشبيهاته من البيئة التي
عاشا فيها. فقد ظلت درعة "حاضرة في مرئياته ومروياته
بها تعقد المقارنات وعليها تقاس الأشياء. فقد انطبعت رحلته بالطابع المحلي
لغويا وثقافيا واجتماعيا وسياسيا واقتصاديا وحضاريا. " و المقصود
بالمرجعية المحلية مختلف المظاهر المادية و المعنوية التي يتصف بها المغرب أرضا و
سكانا و لغة وثقافة و حضارة وتقاليد وعادات و أخلاقا .[6]
فالذات في تجلياتها الحضارية و الاجتماعية والجغرافية و التاريخية و
السياسية هي المرآة التي يرى من خلالها
الحيوني الآخر ويتعرف عليه. وبلغة الأصوليين، إن الذات هي الشاهد الذي يقاس
عليه الغائب . و أهم هذه المرجعيات:
1. قياس المسافات : لم تكن المسافات الفاصلة بين
محطات الحجيج و أماكن أداء مناسك الحج لتغيب عن وصف الحجاج الذين وصفوا رحلاتهم، لما يعيشون خلالها من معاناة، وما يلاقونه من أهوال. وقد اعتمد
الفقيه الحيوني وسيلتين لقياس المسافات: وسيلة الزمن لقياس المسافات الطويلة، وآلية
التشبيه بالمسافات المحلية لقياس المسافات القصيرة .
فالمسافة بين آسفي نقطة انطلاق السفينة و الأسكندرية مسافة طويلة جدا. و لم
يكن للحيوني و لا لمخاطبه علم بمقاييس المسافات البحرية وإن كان لا يجهلها إذ يقول: "وكل ساعة يأخذون خيطا غليظا من
القنب و فيه عود لا أعرف له حالا على هيئة اللوحة، و يرمونه في البحر، و الحبل
معلم بعلامات، ثم يجذبونه، وواحد بيده رملية ينظر فيها حتى يصيح صاحب الرملية
على الجاذب، فيعرفون بذلك كم ميلا قطعوا في الساعة لأن البحر عندهم كله بالأميال
...ثم ما زالوا يحسبون الأميال حتى يصلوا
ما قصدوه. [7] لذا لم يجد الحيوني بدا من المقياس
الزمني لقياس المسافات. يقول: "وبقينا
نخوض في البحر خمسة و أربعين يوما حتى رأينا الأسكندرية."[8]
و
لم يستعمل الحيوني المقياس الزمني في المسافات البحرية فحسب ، بل حتى في المسافات البرية الطويلة التي يصعب معها القياس بالمقارنة.
فالمسافة بين ما استعمره الآنجليز من بلاد
اليمن وبين مكة خمسة عشر يوما أو أقل[9]، وفي ص 84 : "ذهبنا أيامنا و ليالينا فوصلنا
الينبع في ثلاثة أيام."
وعلى
خلاف المسافات البرية والبحرية الطويلة التي قد يطول زمنها وقد يقصر حسب أحوال السفر،
فإن المسافات القصيرة غالبا ما تقاس على المسافات المحلية ففي ص 47 قال الحيوني : "اهتزت
مكة بالأصوات وفاحت على وجوه السادات الحجاج بالروائح الطيبات بعد أن جاوزنا
العمرة القديمة. تكون كمثل خسوان من بني حيون ثم منها للعمرة الجديدة تكون مثل
الفوقاني من بني حيون."
-
"و بين المشعرين طويل جدا يكون والله أعلم أكثر من تمقرت مدة ونصف مثلا."
ص 55
- "أما المسافة بين مكة ومزدلفة فمثلها مثل خمس من أخماس درعة".ص55
إن
هذه المسافات و المساحات التي يقاس عليها معروفة بدقة لدى المتلقي لأنها معرفة
مشتركة بين مرسل الخطاب ومتلقيه، مما يبرز الهدف من الرحلة. وهي مسافات تقطع في
يوم أو بعض يوم.
2. وصف النخيل وتماره، تتميز
درعة عموما بواحات النخيل المثمرة، وبذلك تتشابه مع الكثير من واحات الحجاز، وطبيعي
جدا أن تحضر المقارنة بين الواحتين، وبين جودة تمار هذه وتلك، فما دخل الفقيه الرحالة
الحيوني بلدة من بلاد الحجاز إلا وقارن
حقولها بحقول درعة، وجودة ثمارها بجودة ثمار الكتاوة الدرعية.
فقد
شبه نخيل الأمليح وهي منطقة في طريق
الحجاز بنخيل ترمنت قائلا: "ولما خرجنا من الأمليح وجدنا فيه نخيلا، لكن كله
خلط على هيئة ما ترى في ناحية ترمّنت وغيرها.أي أنها لا تتوفر على أنواع التمور
المعروفة في بلده كالفقوس والجيهل وبوسكري وأحرضان وغيرها ـ وإنما ثمارها خلط."وهي أنواع من الثمور هجينة لا يميزها نوع
جيد معروف. على خلاف بلدة الأمليح، فقد شبه تمر
ينبع النخيل بتمر بلده: تمر ينبع النخيل كتمر بلدنا هو و إياه واحد[10] .
وفي ص 37 في تعريفه لمنطقة الألواح قال: والألواح بلدة بين فزان و سيوة، أهل تمر كنحن .وفي ص 42 يشبه منطقة رابغ بزاوية سيدي يحيى
بالكتاوة. " لها نخل كثير و سكانها عرب كلهم و فيها الرمل جدا و هي عندي تشبه
زاوية سيدي يحيى نفعنا الله به."
- "أما قباء فبعيدة من البلد وفيها نخل
كثير غير أنه كله قصير وترابها كتراب ترمنت
عندنا." [11]
وبذلك تصير كل بلدة من بلاد الحجاز لها ما
يقابلها في درعة، وهذا ما يضفي على
الرحلة طابع الأنس الألفة .
وفي
المقارنة بين التمور، يرى الحيوني أن أغلب نخيل الحجاز أقل جودة من نخيل درعة، وأقله
مثله في الجودة كما هو الأمر في بلد أخليص. جاء في
ص 46: "ونحن كذلك حتى وصلنا بلد أخليص، فوجدنا فيها عينا جارية بالماء
العذب وفيها ساقية تنهمر بالماء و فيها النخل الأجود على زي نخيل بلدنا."
ولا يفوق تمر درعة جودة وحلاوة في كل بلاد
الحجاز إلا تمر المدينة المنورة. قال في وصف المدينة المنورة: [12]"وفيها
اللحم كثير، والتمر أكثر، وهو كتمر بلدنا أو
أشد منه حلاوة، فلا يقدر الإنسان أن يأكل
منه ربع مد بمد بلدنا .... وفيها عراصي
كبلدنا، نخيل و أشجار .ص 69 ...وعراصي
المدينة كعراصي أهل نصراط وعندهم الأثل كنحن، والنخيل كثير، و يحرثون الشعير في وسط
النخيل كنحن، ويذكرون ( يؤبرون ) النخيل كنحن.."
و لم
تكن المدينة لتحضى بكل هذا الاهتمام من
الحيوني، لو لم تكن مدينة رسول الله، فوجد فيها ما وجد في بلده، وميز ثمرها بأن
وجده أشد حلاوة من تمر درعة. وما كانت لتتمتع بكل هذه القدسية ويصف نخيلها
وثمارها بالجودة قياسا إلى نخيل وثمار درعة، إلا لأنها بلد رسول الله ومدفنه.
يتضح
من خلال هذه المقاطع أن درعة بواحاتها وغابات نخيلها هي المرآة التي يرى من خلالها
الحيوني بلاد الحجاز بنخيلها وثمارها
.فالمشبه به هو النحن المعلوم للمرسل والمتلقي.
وقد تجاوز الحيوني مقارنة النخيل
بالنخيل إلى اتخاذه وسيلة للتعريف بأشياء أخرى غريبة
عنه ترتبط بالبيئة البحرية الغريبة عن أهل درعة و بيئتهم. يقول في وصف السفينة:" أما السفينة
فهيئتها على هيئة محالب النخلة . ...ولها صاريان ... وكل صار منها مثل النخلة
المتوسطة.[13]
فقد شبه السفينة بمحلب النخلة و هو العذق قبل تفتحه. و هو وصف دقيق إذ يشبه
شكله شكل السفينة، كما استدعى المحلاب وصف طول الصاري بطول النخلة المتوسطة و هو وصف
تقريبي .
وفي حديثه عن زلزال القاهرة شبه انهيار
الصوامع باعوجاج النخيل عندما تهب الرياح القوية ، يقول في ص 100:" نحن جالسون
حتى سمعنا الأرض تطحن كالرحى ، والحيطان تترعد
و الصوامع تتعوج كالنخيل في وقت الريح ."
و في ص 29 يقول:" فترى في الأسكندرية يا
سعد الدين السفن مثل النخيل في بلدنا منها المذهبات و المموهات ." ولعل وجه
الشبه هنا راجع إلى مسألتين اثنتين الكثرة و العلو. فالسفن عالية السواري و تملأ فضاء الميناء كما النخيل يملأ فضاء الواحة. و إلا لا وجه للجمع بين السفن و بين
النخيل .
3. وصف الناس و
عاداتهم و تقاليدهم: بالإضافة إلى وصف الواحات و أشجارها وتمرها، وصف الحيوني أهل
الحجاز وعاداتهم وتقاليدهم، إذ يرى أن الله عز وجل ميزهم بصفات قل مثيلها في مشارق
الأرض و مغاربها، فلا أحد كما يقول الحيوني " أعطى بارقة ونورا وصفاوة الخد
مثل أهل الحجاز، الحرمين و نواحيهم من الأعراب، فلا ترى أحدا منهم إلا و أحبه
قلبك من أجل الحسن و البارقة و الصفاوة و الصقالة التي أعطوها، فمتى وقف أحد منهم
مع غيره إلا وترى نوره أغلب وأفضل من صاحبه.[14] و قد أرجع الحيوني هذه الميزة التي تميز
الحجازيين إلى ما ميز الله عز وجل به البلد
الأمين يقول:"وذلك ليس بغريب لأنه موطن مهبط الوحي و بزوغ الرسول و منشأه و
أجداده وأصوله وفروعه فلا يكون ذلك غريبا من أجل هذه الحيثية."[15] و
على الرغم من أن الحجازيين ميزهم الله بهذه الميزة بسبب انتمائهم لمهبط الوحي،
أبى الحيوني المهووس ببلده وأهلها إلا
الاستعانة بذاكرته، وتفرس وجوه أهل درعة ليجد للحجازيين نظيرا هناك، يقارنون بهم
فوجده في أولاد دليم." فوالله يا سعد الدين ما على ظهرها نظيرهم إلا أن
يكون أولاد دليم. فلا بد أن يكون من يضاهيهم فيهم، و الله أعلم و أما غيرهم من
أهل المدن و البوادي فلا"[16].
بعد السحنة وصف
الحيوني لباس أهل الحجاز : "فأهل
الحجاز لا يلبسون في الغالب ما خلا الحزازيم و تبقى ضلوعهم عارية و كل واحد منهم
على رأسه خمار كالمرأة لكن فيه تفصيل
.....فمنهم من يجعله سبنية حرير أحمر، وهو الغالب و منهم يجعل السبنية أولا على رأسه ثم عليها العمامة، ومنهم من يعكس بأن
يجعل العمامة أولا ثم يلقي فوقها الخمار ...[17]
فقد
قارن لباس أهل الحجاز بلباس النساء الدرعيات و أرجع سبب ذلك إلى الشمس الحارقة و شدة
الحر. كما وصف هودج النساء الزواويين،
فشبه هيئته بهودج معروف في درعة قائلا : جلهم ذاهبون بنسائهم راكبات على الإبل في
هيكل على هيئة ما ترى عند نساء عريب[18]. ووصف
أيضا فنونهم الشعبية فوجد مثيلها في درعة عند أولاد بحيى والروحة ." شرعوا في
اللعب، وصفته: يضربون[19]
دارة و يدخل وسطها اثنان كل واحد بيده سكين و مدفعه فقط و يشرع برقص على هيئة اولاد يحيى و الروحة . وهم على صفة أولاد شعوف
في لباسهم.
4. المرجعية المغربية في العبادات : لم يغب عن ذهن الحيوني و قد دخل في الحج مرجعه الفقهي المغربي الذي حفظه عن ظهر قلب، فكلما رأى مكانا إلا
وتذكر قول ابن عاشر فيما يجب فعله في ذلك المكان. لأن كتاب "المرشد المعين"
هو المرجع الرئيس عند الفقهاء المغاربة في ص 53 قال :والحطيم هو قرن من قرون قبة
زمزم الملتزم الذي قال فيه ابن عاشر "و
ادع بما شئت لدى الملتزم" وهو ما بين
فم (باب)الكعبة و الحجر السود. وفي ص52 قال :" فلما أصبحنا بها قدمنا لبير (بئر)طوى
فاغتسلنا بها كما قال ابن عاشر ."
وفي ص 76 أشار الحيوني إلى ظاهرة منتشرة في درعة قديما و هي أن
المساجد لا تمتلئ بالمصلين إلا في يوم
الجمعة، و باقي الأيام لا يؤم المساجد إلا قلة قليلة من الناس. لكن الحيوني رأى
عكس ذلك في المسجد النبوي فوصف كثرة الناس
في الصلوات المفروضة بما يرى في صلاة الجمعة في بلده. مع فارق في العدد
بين صلاة الجمعة في قصر من قصور درعة و بين المسجد النبوي في أيام الحج . يقول :"وكل
صلاة أقبلت يمتلئ المسجد كأنه يوم الجمعة
.:"
التأكد من الأخبار التي طرقت سمعه قبل سفره ، وتصحيح ما ليس بصحيح منها ،
ففي ص53 يقول:" و الحمام في الحرم
كثير و قد رأيته عيانا مرارا حتى طار وجاء
فوقها، ومن زعم أنه لا يدوز ( يمر) فوقها
فلا تعمل بمقتضى قوله لكوني تحققت من ذلك بالمشاهدة ."
و
لم يكتف الحيوني بوصف ما تشابه بين الحجاز ودرعة فحسب بل تجاوز ذلك إلى وصف ما يختلف فيه أهل الحجاز
عن أهل المغرب مستغربا مستنكرا بعض عاداتهم و تقاليدهم.
جاء
في ص 85:" و قد جلست في المدينة ثلاثة أشهر و حضرت عندهم المولود (عيد المولد النبوي الشريف) فلا يقرؤون
فيه شيئا أبدا، و لا يصلون على النبي إلا ليلة المولود ...وهذا ما يفعلون في
المولود، لا غيره كأنك ترى ذلك بعينك." وهذه العبارة الأخيرة دليل على الاستغراب من مخالفة أهل المدينة لأهل المغرب الدرعي
في احتفائهم بعيد المولد النبوي الشريف .ففي درعة هناك طقوس وشعائر دينية كثيرة
تبدأ بثبوت رؤية ربيع الأول، وتستمر لما بعد عيد المولد النبوي الشريف : قراءة
الأناشيد الدينية، وإقامة المواسم في الزوايا المتعددة المنتشرة على امتداد درعة، و التغني بحب رسول الله. ومن الطبيعي أن يعتقد الحيوني أن تكون الاحتفالات في
مدينة رسول الله بعيد مولد خير البرية
أكبر وأعظم من احتفالات أهل درعة الذين يبعدون عن مهبط الوحي بآلاف الكولمترات،
ففوجئ بغيابها كليا والاكتفاء بليلة واحدة، فكان الاستغراب، وأكد خبره بقوله ،
كأنك ترى ذلك بعينك .
وفي
ص 41 استنكر تشبه أهل ينبوع النخيل باهل الغرب ( شمال الأطلس الكبير ) في عدم تقدير
و احترام الشرفاء،على خلاف أهل درعة الذين
يقدرون الشرفاء و العلماء . يقول : " و ينبوع النخيل فيه الشرفاء الحسينيون والحسنيون ( أبناء الحسن والحسين ابني فاطمة الزهراء بنت رسول الله ص)غير أنهم الله يقوي حرمهم ( وهي عبارة تقال للاستنكار في درعة) كالغرب
فلا تعرف شريفا من غيره، لكونهم لا يقولون مولانا فلان كنحن ، ولا علامة لهم
يمتازون بها عن الناس ."
لم تنته رحلة الحيوني بوصف الحرمين ومغادرتهما، وإنما تجاوزها إلى وصف مصر
والمصريين وعاداتهم وتقاليدهم. والملاحظ أنه في هذا الجزء الأخير من الرحلة تخلص
من قدسية المكان التي كانت تقيد وصفه في بلاد الحجاز ليصف العادات والتقاليد
والأعراس والمواسم ونساء مصر والعلاقات الاجتماعية بين النساء والرجال مستغربا
ومتعجبا تارة، ومستنكرا أخرى خصوصا حينما
يتعلق الأمر بالشأن الديني.
ففي ص 100 قال واصفا احتفال المصريين بعيد الأضحى
: "و العيد عندهم لا يضحى وإنما يشترون اللحم في السوق، والعيد الصغير عندهم
أفضل من العيد الكبير ولا يكبرون بأحدهم رأسا" . وهو تعبير يشير من خلاله
الحيوني إلى طبيعة المصريين، إذ لا يتعلق الأمر بالفقر، وعدم القدرة على ذبح
الأضحية، وإنما لعاداتهم وتقاليدهم. فالعيد الصغير عندهم أفضل من العيد الكبير، و
لا يكبرون بأحدهم رأسا . فكما ساووا بين الناس ساووا بين الأعياد. وهذا راجع في
اعتقاد الحيوني إلى الاستعمار الذي سيطر
على المصريين وأثر في عاداتهم وتقاليدهم، بل صار يهدد وجود الدين الإسلامي في عقر
داره ، لذا تنبأ بخراب الدنيا والدين.
يقول مستنكرا : " و اعظم من ذلك أن
الباشا توافق مع النصارى على أن يجعلوا
دينا واحدا وحكما واحدا بحيث أن يأخذوا جميع الكتب المشهورة من كل مذهب، و يأتون
بكتب النصارى، و ينظرون في كتب النصارى أي علماؤهم و علماء المسلمين، فما توافق
عليه الجنسان من الأقوال أخذوه و ما بطلوه يبطل، ثم يجعلون كتابا واحدا ملفقا من جميع
المذاهب ومن دين النصارى و يضربونه في المطبعة، و بهذا الكتاب يكون الحكم، وبه
تمضي الفتوى و هذا كله بأمر من السلطان ....و إذا وقع هذا، فذاك خراب الدين وخلاء أرض المشرق والعياذ بالله، و قد أتوا إلى رواق المغاربة
طلبوا منه الزرقاني و الخرشي ...فأبى المغاربة بإعطائهم ذلك.....فما بالك بمن
اشترى الحكم بالمال الكثير، كيف يكون حكمه و العياذ بالله. فما الحكم بالمشرق إلا
بالبيع و الشراء ،نسأل الله أن يخرجنا من أرضهم سالمين بديننا...[20] يؤكد
هذا القول ما آل إليه الأمر في المشرق و استنكار المغاربة المشرقيين له، وآثار ذلك
على الحياة السياسة والعدل، وهو أمر لم يكن سائدا في بر المغرب عامة ودرعة خاصة،
الشيء الذي يبرر استنكار الحيوني وتعظيمه للأمر وربطه بدخول النصارى إلى مصر
فأفسدوا البلاد والعباد.
وقد فصل الحيوني في وصف المجتمع المصري وأخلاقه و جمال نسائه ولباسهن و
لباس الرجال وعادتهم في الحفلات والأعراس وانتشار الفاحشة في البر المصري مستعيذا
من الله من كل ذلك يقول:" إن لم ير
فيك المصري حاجة لا يكلمك و لا ينظر حتى في وجهك. و إن رأى فيك أخذ شيء يرحب بك.
ولو أردت فيه أن يقضي لك حتى ما لا يجوز، ولا يحل في دين الله قضاه لك، فافهم
اٌلاشارة. وذلك كفاية عن إدخاله إياك لداره و العياذ بالله."[21]
وفي ص 107 فأهل فاس أنفسهم قالوا إن نساء مصر أفضل
من نساء فاس بكثير. ....منهن من تجعل أمام أنفها مفتلا من ذهب على هيئة مفاتيل
العطاويات
وفي
ص 118 " و جل هؤلاء الترك يتزوجون بالمصريات لكون التزويج بمصر رخيص "معزة
أغلى من امرأة فما بعد الزواج هو الصعب ،نسأل الله تعالى أن يحول بيننا و بينهن بفضله وكرمه."
و في
الصفحة نفسها:" و يجعلون للسيف سيرا، و يشده الرجل وسطه ليس كهئة لباس بلدنا محرفين بالمجاديل ...وهذا
ما ظهر فيهم غير أنهم لا يتقون الله و لا يخافون منه، فجلهم يشترون العبيد الحباشين
و يلبسونهم أنواع اللباس من الكتان و الأملف و الطرابيش الحسنة ( لباس النساء)
وذلك لأجل ما عليهم من الأمر، فافهم و افطن إذ الحر يفهم بالإشارة."
وقد
تجاوز الحيوني الوصف لهذه الظواهر في مصر إلى البحث لها عن تفسير في في الموروث الشعبي و الديني
والأسطوري المصري .
إلى
جانب هذا الوجه السلبي في بر مصر وحياتهم الاجتماعية ، توقف الحيوني طويلا عند
الوجه الإيجابي وهو العلم والمعرفة الدينية، فقد وقف عند المعمار الذي يميز
المساجد العظيمة في مصر، فوصفها وصفا دقيقا موظفا آلية الوصف المستعملة في الخطاب
الدرعي اليومي، ومتوسلا بالمقارنة بمساجد بلده على الرغم من وجود الفارق . جاء في ص120 " كان يبني مسجدا مدة عشرين سنة و لا يتم إلا بعد
عشرة أعوام أخرى أو أكثر، فلا أقدر يا سعد الدين أن أصفه لك لعظمة ما فعل فيه من
العجائب و الغرائب. قد بنى موضع الصلاة بنيانا ما رأيته في المشرق ولا في المغرب و ذلك بأن جعل
المقصورة كلها مقدار مسجد بلدنا الصغير
قبة واحدة لا سارية فيها سوى اثنتين من الجوانب، و الكل بالحجر المنجور وهذه القبة في الطول كالنخلة الطويلة إن رفعت رأسك لترى أعلاها فلابد أن تشد
عمامتك و إلا سقطت .
كما توقف طويلا عند وصف المجتمع الأزهري،
وما شده فيه هو العلم الذي يميز الأطفال الصغار في الأزهر، يقول في ص 133 " فوالله يا عز
الدين كان منهم غلمان صغار أبناء ثمانية أعوام للتسع والله أعلم و تراهم
يفهمون الفهم العجب لا أقدر أنا عليهم ولا عن مجادلتهم في كل فن والمعطي الله
"
وإذا كان الحيوني يرى الآخر من خلال الذات
ومحيطها ، فإنه في وصفه للمجتمع الأزهري يكتشف الذات من خلال الآخر، فقد وصف وصفا
دقيقا كيف يقضي يومه في تلقي العلم و المعرفة الدينية واللغوية بمختلف حقولهما مع
قلة الأكل والشرب ، فقارن ذلك بما يتميز به قصره من جهل وجرأة على
الفقهاء ، يقول في ص128:" وبعد هذا
كله، فمتى أتينا ( رجعنا إلى البلد )إن
كتب الله لنا يأتينا بعض الحمير يسأل أو يتحاكم مع خصمه على مسألة، فإن قلنا له
الحق كذا يقول ليس ذاك الحق، وليس ذاك الشرع ، والحاصل إن شاء الله فمتى أتيت لا
أشارع أبدا ...فإن عدنا فإنا ظالمون ."
وهذا النقد لم يكن موجها لأهل درعة كلهم بل لفئة من الناس لا تقبل بحكم
الفقهاء، وهي من عامة الناس الأميين الذين لا يفقهون شيئا في الشرع. ولما رأى
الفقيه الحيوني الأزهر وما هو عليه وما يعانيه طالب العلم في اكتسابه، تألم لما
عليه عامة أهل بلده فوصفهم بالحمير الذين لا يحكم بينهم أبدا.
وعلى
الرغم من النقد الذي وجهه للعامة، فإن المشرق لم يرق للحيوني لذا خلص إلى خلاصتين
اثنتين، الأولى استنتجها بمجرد ما وصل الأسكندرية ذاهبا، لما رأى هيمنة النصارى
على المجتمع المصري وخضوع أهل المشرق لهم، فقال : في ص 30 :" و حاصله بر
المشرق لولا رسول الله ص ليس فيه ما يرى
أحد، يحبون النصارى و يخافون منهم خوف الإبل من العصا، فلا يغير فيه النصراني
أبدا". و الخلاصة الثانية تقويم المشرق برمته اجتماعيا وسياسيا
وعقديا ومقارنته بما هو عليه بلده وأهله : فقال : :" وبعد فالمؤكد عليكم أن
تحمدوا الله على ما أولاكم، واشكروه على ما به خولكم وأعطاكم، لأن شكر النعم هو
قيدها ورباطها فبلدكم والحمد لله هي أفضل كل بلد رأيت بعيني ، إلا الحرمين، ليس
المراد كثرة النعم الأموال، و إنما المراد ما به خولكم و أعطاكم من الإيمان والنية والحب في الله وفي رسوله.، فوالله لو رأيتم كيف وقع في الدنيا
لوليتم مدبرين لبلدانكم ومساكنكم وتعلمون حينئذ علم يقين أنكم على ملة سمحاء، ودين مصفى غير مختلط بشيء مكروه. فبر المشرق لا
يكره فيه النصراني ولا اليهودي وإنما
هممهم متعلقة بحطام الدنيا و انكبابهم على جمع مآثمها ، (...) و المسلمة الصغيرة البكرة الحسناء
تراها خادمة عند النصارى تحمل أولادهم وتخدم نساءهم كالأمة، عصمنا الله و إياكم
.وكل هذا فلا ترى من يقول هذا ليس بفعل المسلمين، و هذا الفعل ليس بفعل المومنين
أبدا ."
فقد
استنكر الحيوني ما آل إليه أمر المسلمين في المشرق وهو أمر غير واقع في المغرب، وغير مقبول في الدين الإسلامي، لذا يرى أن بلاد
المغرب هو بلاد الإسلام الحق و العقيدة المصفاة، وبعين الناقد الباحث، بحث
الحيوني عن تبرير لما وقع في المشرق، فرآى ذلك في علاقة الرعية بحكامها هنا وهناك
، ففي المشرق كان الحكام يثقلون كاهل الناس بالضرائب ،، فأذلوا رعاياهم، فاضطروا
إلى العمل عند النصارى على خلاف ولاة أهل المغرب، ويضيف في ص 135:" و عليه فاشكروا نعمة الله عليكم، و احمدوه على رحمته التي خصكم بها دون
غيركم من الأقاليم وهي أهل ولاة أمركم، ومن تولى الكلام فيكم فإن بهم جمعتم الرحمة، وتناثرت عليكم الخيرات و أقررتم بالإسلام فلو سلط عليكم من يسومكم سوء العذاب بأخذ
أموالكم ويشتغل معكم بطريق تسوءكم، فلابد أن تتبدل النية حينئذ وتتمنون من ينقدكم من يده ولو
كان النصارى كما وقع بجل أهل الدنيا كأهل الغرب وأهل تونس فقد أوجب عليهم سلطانهم
أن كل من باع مسألة كبيرة أو صغيرة يعطيه ربع قيمة ما باع به، فتمنوا حينئذ النصارى
يكونون تحت أيديهم دونه و العياذ بالله. فيا لها من بلد كنتم بها، و يا لها من نعمة أسبغت عليكم فيها.
و خلاصة القول إن الحيوني يرى المشرق بعيون
مغربية محلية حينما يتعلق الأمر بالمجتمع بعاداته وتقاليده وعقيدته ودينه ، لكنه يرى المغرب بمرآة المشرق
حينما يتعلق الأمر بالعلم و تلقي المعرفة
.
والغريب
في الأمر أن تنقلب الآية اليوم فيتخلى بعض
فقهائنا ورجال ديننا ممن تشربوا العلم والمعرفة الدينية في المدرسة المغربية
بزواياها المنتشرة عبر التراب الوطني عن وحدة المذهب، فيبحثون عن أجوبة لأسئلتهم
الدينية في قنوات فضائية غير مغربية، وعند شيوخ أو أشباه شيوخ لا يدرون مدى كفاءتهم
العلمية، ولا مدى معرفتهم بفقه الاختلاف.
بل إنهم لا يعرفون أن ما يتمتع به المغرب
من أمن و استقرار سياسي نتيجة حتمية لاجتماع المغاربة على مذهب واحد هو المذهب المالكي و مرجع واحد هو إمارة
المومنين. وبالمقابل، فالفوضى السياسية التي تعيشها بعض
أقطار المشرق العربي نتيجة من نتائج
الاختلاف المذهبي الموسوم بالتطرف والتكفير. أو على الأقل إن لم يكن هذا التطرف
سببا من أسبابه فهو يغذيه كل اليوم بما يزيد من تعميق الشرخ بين أبناء المجتمع الواحد. فمن سمات
المملكة المغربية العقدية أن يدخل المسلم أي مسجد يجده أمامه من طنجة حتى الكويرة
و من الرباط حتى وجدة دون أن يتساءل لأي طائفة يتبع هذا المسجد، وهل أصلي خلف
إمامه أم لا ؟ فالمساجد كلها لله، وتحت رعاية وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية . فلنحمد الله على ما أنعم به علينا من نعمة
الأمن، ولنتمسك كما تمسك أجدادنا بمذهب واحد، فعبدوا الله على طريقة كانت كما قال الحيوني رحمه الله ، ملة سمحاء
ودينا مصفى غير مختلط بشيء مكروه .
[2] - نزار التجديتي : الرحلة وبلاغة الخطاب الديني "في الرحلة إلى
بلاد الله" لأحمد المديني . ضمن كتاب بلاغة الخطاب الديني : إعداد و تنسيق
محمد مشبال دار الأمان الرباط ص 326
[3] جاء في مفدمة الرحلة
: " رحل في زمن غير معروف خلال العقدين الثاني و الثالث من القرن الثالث عشر
الهجري إلى زاوية تمكروت الناصرية لإتمام تعليمه ، فأخذ عن ثلة من فقهاء و علماء
الزاوية في ذلك الإبان .."
[4] - عبد الهادي التازي: رحلة الرحلات ، مكة في
مائة رحلة مغربية ورحلة . مؤسسة الفرقان
للتراث الإسلامي مكة المكرمة 2005 ص 479
[5] رحلةالفقيه
سيدي محمد الحنفي بن أبي بكر الحيوني
تقديم وإخراج د أحمد الوزيدي
مطبعةأنفو ابرانت فاس ص19
[6] - أحمد زيادي
مصطلحات المحلية المغربية و
مظاهرها في رحلة ابن بطوطة .المناهل عدد
خاص باابن بطوطة القسم الأول عدد 59 ص311
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة أستاذ
ردحذفأبحث عن رحلة الفقيه الحيوني المقدمة من طرف الدكتور أحمد البوزيدي
هل من الممكن أستاذ أن تدلني عن مكان ممكن أن أجدها فيه بحيث أنني بحثت عن هذه الرحلة ولم أجدها وأنا أحتاجها لبحث الماستر إن شاء الله
وشكرا