إلى حضرة الإمام أمير المسلمين و ناصر الدين محيي دعوة الخليفة الإمام: يوسف بن تاشفين
من القائم على عظيم إكبارها الشاكر لإجلالها المُعظِّم لما عظَّم الله من كريم مقدارها الآئذ بحرمها المنقطع إلى سمو مجدها: المستجير بالله، المعتمد على الله، محمد بن عباد.
سلام الله الكريم يخص به الحضرة العَلِيَّةَ و رحمة الله و بركاته. و يكتب المنقطع إلى كريم سلطانها من إشبيلية غرة جمادى الأولى سنة تسع و سبعين و أربعمئة، و أنه أيّد الله أمير المسلمين و نصر به الدين. أما نحن العرب في الأندلس، فقد تلفت قبائلنا، و تفرق جمعنا، و تغيرت أنسابنا، فصرنا شعوباً أشتاتاً، فقَلَّ ناصرنا و كثر شامتنا، و توالى علينا المجرم العدو اللعين، و أناخ علينا، و وطئنا، و أسر المسلمين، و أخذ البلاد و القلاع و القصور، و نحن أهل الأندلس ليس لأحد
منا طاقة على نصرة جاره و لا أخيه و لو شاؤوا لفعلوا، إلا أن الهوان منعهم من ذلك و قد ساءت الأحوال، و انقطعت الآمال، و أنت أيَّدك الله ملك المغرب أبيضه و أسوده، و سيد حِمْيَرَةَ و مليكها الأكبر ، و أمينها و زعيمها ، و قد نازعت بهمتي إليك، و استنصرت بالله ثم بك و استغثت بحرمك لتجوزوا لجهاد هذا العدو ، و تُحيووا شريعة الإسلام و تدودوا عن دين محمد عليه الصلاة و السلام . و لكم بذلك عند الله الثواب الكريم و الأجر الجسيم و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم
و السلام الكريم على حضرتكم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق