أستسمح أستاذنا الجليل القاص المبدع أحمد بوزفور - أطال الله عمره ، ومتعه بالصحة والعافية - في نشر هذه الكلمة الإبداعية التي حبرها بمناسبة تكريم أستاذنا الجليل الناقد ادريس ناقوري- حفظه الله، ومتعه بالصحة والعافية- بكلية الآداب عين الشق جامعة الحسن الثاني .
أخي العزيز الأستاذ إدريس نقوري،
أخصب الله عقله و لسانه، و نصب أعماله معالم للهدى و منارات للمعرفة و مناهل لضوال
الحكمة ترتوي منها الأجيال.
أما بعد،
فقد كنت نائما ليلة الواحد و العشرين من آذار، فرأيت في المنام حلما غريبا أفزعُ
في تأويله إليك سيدي، فقد عودْتَني أن تكون حاضرا عند الفزع غائبا عند الطمع، ناقعا
لغلة السؤال، محيطا بسعة المدلول على غموض الدال. فقد أُريت كأنا ـ سيدي إدريس و
أنا ـ مسافران في صحراء، راجلين وحيدين كنا، و بدون زاد و لا ماء. بلى, كنت أعرف
أن مع الأستاذ قربة ماء، و كنت واثقا من أنه سيتقاسمها معي، بل و قد يوثرني بها
عند الضرورة. فأنا أعرف أنه من أحفاد كعب بن مامة، و العرق نضاح. كلا، لم يكن
الماء يشغلني، بل القافلة، إذ كنت أحس بأنا أضعنا القافلة التي نسافر فيها.